responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 96


في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد أذنت وأقمت ، والآن فقد مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم لسبيله وأنا لا أحب أن أؤذن لاحد من بعده ، وأريد منك أن تأذن لي حتى أخرج فيما ينفعني ، وتخلي سبيلي حتى أجاهد في سبيل الله فإن الجهاد أحب إلي من المقام ، قال : فقال له أبو بكر رضي الله عنه : ويحك يا بلال ! إنما أعتقتك لوجه الله تعالى ، ولم أرد بذلك جزاء ولا شكورا ، وهذه الأرض ذات الطول والعرض بين يديك فاسلك أي فجاجها أحببت ، قال فقال بلال : يا خليفة رسول الله ! لعلك وجدت علي في مقالتي ، فقال أبو بكر : لا والله يا بلال ! ما وجدت عليك ولا أحب أن تترك هواك لهوائي لأني قد علمت أن هواك يدعو إلى الله وإلى طاعته ، وإنما أحببت أن تقيم معي في المدينة للاذان ، واعلم أني سأجد لفراقك وحشة شديدة ولا بد من الفراق [1] ، فاعمل صالحا يا بلال يكن زادك من الدنيا ، ويذكرك الله عز وجل ما حييت ، ويحسن لك الثواب إذا قدمت عليه ، فقال بلال : جزاك الله من ولي نعمة ، وأخ في الاسلام خيرا ! فوالله ما علمتك إلا تأمر بالصبر والمداومة [2] على طاعة الله وما كنت أؤذن لاحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال : ثم خرج بلال مع سعيد بن عامر في هذا الجيش [3] . وأقبل سعيد بن عامر إلى أبي بكر ليودعه ، وأبو بكر رضي الله عنه في ذلك الوقت في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم وآله ) ، فودعه أبو بكر رضي الله عنه ثم قال : يا معشر المسلمين ! ارفعوا أيديكم إلى الله عز وجل وسلوه أن يصحب أخاكم هذا وأن يسلمه في طريقه ، فقال علي بن أبي طالب عليه السلام : ما من عدة من المسلمين رفعوا أيديهم إلى الله عز وجل يسألونه شيئا إلا استجابه الله لهم ما لم تكن معصية أو قطيعة رحم ، قال : فعندها رفع المسلمون أيديهم في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم وآله ) - وهم أكثر من خمسين رجلا ، فقالوا : اللهم احفظ إخواننا من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم وارزقهم السلامة إنك على كل شئ قدير ! قال : فقال سعيد : يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ! ما كنت أحب أن يدعى لي



[1] في الأزدي : فرقة لا لقاء بعدها أبدا حتى يوم البعث .
[2] عند الأزدي : والمداومة على الحق والعمل الصالح .
[3] خرج بلال بعد النبي ( ص ) مجاهدا إلى أن مات بالشام . قال البخاري : مات بالشام في زمن عمر ، وقال ابن بكير : مات في طاعون عمواس . وقال عمرو بن علي : مات سنة عشرين . وقال ابن منده في المعرفة أنه دفن بحلب ( عن الإصابة ) .

96

نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست