responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 92


فامنن عليه يا بن نضر الخير * بالعفو والرضا والتيسير خل سبيل الحامد الشكور قال الهلقام : إني قد فعلت يا غلام ! خل سبيله واردد عليه فرسه وسلاحه ، قال : فأنشأ عنترة بن شداد يقول أبياتا ، من جملتها :
جاء على أجرد اعوجي * مثل هزبر غالب خيسى قد طال حبس الجائر الشقي * خل سبيل الشاكر الوفي فقال الهلقام : قد فعلت يا غلام ! حل كتافه واردد عليه فرسه وسلاحه ، قال :
فأطلق الغلام سبيله ورد عليه فرسه وسلاحه ، قال : ثم أنشأ العباس بن مرداس أبياتا من جملتها :
والضرب عند الحرب بالصمصام * قد طال حبس . . . [1] المجرام فامنن علي واغتفر اجرامي فقال الهلقام : قد فعلت ، يا غلام فحل عنه كتافه واردد عليه فرسه وسلاحه .
قال : فأطلق سبيلهم ورد عليهم أسلحتهم وأفراسهم ، ثم دعاهم وأجلسهم بين يديه ، ثم قال : اعلموا أني لست كأنتم من الناس ، ولا أقاس بأمثالكم في الشدة والنجدة والشجاعة والبأس ، ولكني إنما نصرت عليكم لأنكم وافيتموني في الشهر الحرام فتعرضتم لحرمتي ، وأردتم هتكي وفضيحتي فنصرت عليكم للذي كان من بغيكم في الشهر الحرام ، ولعمري بي لفعلتم غير أني لم أحب للذي أن تتحدث العرب بذلك ويقول بعضها لبعض : إن الهلقام لئيم الظفر ، وهذه غنائمكم خذوها إليكم وانصرفوا إلى قومكم ولا تحدثوا أحدا بالذي كان منكم لأني لا أحدث أحدا مع أني أعلم أنه حديث لا ينكتم .
فانصرف القوم إلى بلادهم وانصرف الهلقام إلى بلاده وقومه وبني عمه من الأزد وشاع خبره وخبر هؤلاء القوم في قبائل العرب فتحدثوا به ودار في أفواه أهل الأدب .
فأما عنترة بن شداد العبسي مات ولم يدرك الاسلام ، وأما العباس بن مرداس فإنه



[1] بياض بالأصل .

92

نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست