فتقدم [1] وفي يد راية صفراء ثم حمل على القوم فلم يزل يطاعن حتى قتل [2] - رحمة الله عليه - . قال : فتقدم ابن عم له يقال له بشير بن عبد الله من بني الحارث بن النجار حتى وقف بين الجمعين ، قال : ثم حمل بشير بن عبد الله هذا فلم يزل يقاتل حتى قتل - رحمه الله تعالى . قال رافع بن خديج الأنصاري : والله ! لقد كنا نقرأ هذه الآية فيما مضى ( ستدعون إلى قوم أولى بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون ) [3] فلم نعلم من هم حتى دعانا أبو بكر رضي الله عنه إلى قتال بني حنيفة ، فلما قاتلناهم علمنا أنهم أولو بأس شديد ، وذلك أنهم هزمونا نيفا على عشرين هزيمة وقتلوا منا مقتلة عظيمة وكادوا أن يفضحونا مرارا غير أن الله عز وجل أحب أن يعز دينه . قال : ثم إن المسلمين اجتمعت آراؤهم على أن يحملوا بأجمعهم على بني حنيفة . . . [4] واحدة ثم إنهم لا يرجعون دون أن ينكوا فيهم . قال . . . [5] على ذلك ، ثم إنهم اجتمعوا في موضع واحد وكبروا تكبيرة واحدة وحملوا عليهم فكشفوهم حتى ألجؤوهم إلى حديقة لهم ، فلما أدخلوهم إلى جوفها ومسيلمة معهم أقبل المسلمون إلى الحديقة ، فقال أبو دجانة الأنصاري [6] : ويحكم يا معشر الأنصار ! احملوني حملا [ وألقوني ] [7] إليهم . قال : فحملوا أبا دجانة الأنصاري ( 6 ) على ترس . . . ( 8 ) الأنصار ثم رفع بالرماح حتى ألقى في جوف الحديقة . قال . . . ( 8 ) أبو دجانة ( 6 ) في وسط الحديقة ثم وثب كالليث
[1] تقدم وهو يقول : بئسما عودتم أنفسكم يا معشر المسلمين ! اللهم إني أبرأ إليك مما يعبد هؤلاء - يعني أهل اليمامة - وأبرأ إليك مما يصنع هؤلاء - يعني المسلمين - . [2] في البداية والنهاية 6 / 357 : حفر ثابت بن قيس لقدميه في الأرض إلى أنصاف ساقيه ، وهو حامل لواء الأنصار بعد ما تحفظ وتكفن فلم يزل ثابتا حتى قتل هناك ( وانظر الطبري 3 / 290 وتاريخ خليفة ص 107 ) . [3] سورة الفتح : 16 . [4] بالأصل مطموس ، ولعله ( حملة واحدة ) . [5] بالأصل مطموس . [6] في تاريخ خليفة والطبري وابن الأثير والنهاية : البراء بن مالك . [7] زيادة عن تاريخ خليفة ص 109 ، الأصل مطموس . ( 8 ) الأصل مطموس .