responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 253


ألا ! إن أهل الرهاء في ذمتنا وعهدنا ، فلا تؤذوهم ولا تدخلوا عليهم في منازلهم إلا بإذن . قال : فكف المسلمون عن محاربة أهل الرهاء ، وأخذ عياض منهم ما صالحهم عليه ، وأعجبته المدينة وأقام بها أياما .
قال : واصطنع له ميطولس بطريق الرهاء طعاما كثيرا ثم جاء إليه فقال : أيها الأمير ! إني قد فرشت الكنيسة العظمى وقد أحببت أن تتغذى عندي أنت ومن شئت من قومك ، وتكرمني بإجابتك إياي إلى طعامي ، حتى ترى أصحابي إكرامك لي ، قال فقال عياض : يا ميطولس ! لو فعلت ذلك بأحد من أهل دينك لفعلته بك ، غير أني رأيت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما دخل بيت المقدس اصطنع له البطريق طعاما ودعاه إليه فلم يجبه عمر إلى ذلك ، وأنا أيضا لا أحب أن أفعل ما لم يفعله عمر ، قال ميطولس : أيها الأمير ! فمر أصحابك يجيبوني إلى ذلك ، قال : ما كنت بالذي آمرهم ولا أنهاهم .
قال : فبقى البطريق واقفا بين يدي عياض لا يدري ما يقول ، فقال له عياض :
أيها البطريق ! إنما أنت تفعل بنا ذلك خوفا على أرضك ، وإنما يجب عليك أن تفعل هذا بمن يأتيك من بعدنا ، فأما نحن فقد وفينا لك بالصلح ، فلا تخف منا ظلما ولا أن نحملك ما لا تطيق ! قال : فانطلق البطريق إلى أصحابه وهو يقول : هذا أفضل رجل يكون .
قال : وإذا امرأة نصرانية قد أقبلت على عياض بن غنم مع ابن عم لها فاختصمت إليه في شئ كان بينهما ، قال : فقضى عياض للرجل على المرأة بالحق ، ثم إنه نظر إليها وتأملها فرأى لها حسنا وجمالا فقال لها : لك زوج ؟
فقالت : لا ، فقال : هل لك في زوج ؟ فقالت : ما أحوجني إلى ذلك إن كان الزوج على ما أريد ، قال عياض : فإن كان الزوج على ما تريدين أتخرجين من دين النصرانية وتدخلين في دين الاسلام ؟ فقالت له : ما أفارق دين النصرانية أبدا ، وما على الزوج مني ؟ له دينه ولي ديني ، قال : فهم عياض أن يتزوجها ، ثم قال : أمير قوم يتزوج بكافرة ، هذا ما لا يحسن ، فأعرض عنها وتركها . فجاءها رجل من أصحاب عياض فخطبها ، فقالت : أنا خطبة أميرك وليس لي في غيره من حاجة ، قال : ثم إن هذه المرأة اصطنعت لعياض طعاما كثيرا وأرسلت به إليه ، فقبله منها ووهب لها جارية مما صار إليه من سهمه .

253

نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 253
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست