responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 246


وأخذ يناوشهم ، وهكذا قاتل الروم أكثر من مرة وكان النصر حليفا للمسلمين . ولما رأى الروم أن الحرب تجري على منوال واحد لم يخرجوا من القلعة . فجمع يزيد بن أبي سفيان عدة من وجوه الجيش وذوي الرأي وشاورهم حول الموقف قائلا : إننا في هذا المكان نعاني من قلة العدد في الدواب وجيشنا كبير ونحن عاجزون عن تأمين العلف ويتعذر علينا البقاء هنا وليست هناك حاجة لجميع الجيش فالرأي عندي أن يبقى جماعة من الجيش على حصار هذه القلعة فإن خرجوا إليهم قاتلوهم وإلا ظلوا محبوسين داخل القلعة ، ثم يذهب القسم الآخر إلى دمشق فأجابوه : الرأي هو ما رأيت ولا نزيد عليه شيئا . حينئذ دعى يزيد شقيقه معاوية وسلمة أربعة آلاف فارس من خيرة الجنود وأمره بأن يقيم حول القلعة فإن خرج إليه أحد من أهلها قاتله وإلا فإنهم يظلون محصورين إلى أن يأذن الله بوسيلة لهذا الامر . فقبل معاوية ذلك فتركه يزيد هناك وانطلق ببقية الجيش نحو دمشق . وحين رأى جيش الروم أن يزيد قد عاد وأن معاوية ليس معه سوى عدد قليل من الجند ، رأوا أن الوقت قد حان لإزالتهم .
فغلبهم الطمع وخرجوا من القلعة بجيش مرتب وعدد كبير وشرعوا بالحرب فقابلهم معاوية بجيشه ووقعت حرب شديدة ولكن العاقبة كانت لصالح المسلمين ، وقتل من الروم أكثر من عشرة آلاف وفر الباقون والتجأوا إلى القلعة ، ثم فكروا بأنهم لا طاقة لهم بالحرب فالمسلمون أشجع منهم وشوكتهم وقوتهم أكثر منهم . والدولة أيضا لهم ، وأن المصلحة في إجراء الصلح معهم .
في اليوم الثاني أرسلوا شخصا إلى معاوية وطلب الصلح على أساس أن يترك معاوية البلد ويقدموا له عشرين ألف دينار نقدا ويقدموا الجزية وبعد ذلك يصبحون مطيعين : فكتب معاوية إلى أخيه رسالة شرح له فيها الوقائع التي حصلت ومطلب أهل قيسارية حول الصلح فأجابه يزيد بالموافقة على الصلح . حينئذ ، كتب معاوية عهد الصلح [1] ثم أدى أهل البلد المبلغ المقرر ، ثم سار معاوية مع الجيش إلى



[1] كذا بالأصل ، وفتوح البلدان ص 146 . أما بالنسبة إلى قيسارية فقد اختلفوا في سنة فتحها وعلى يد من فتحت ؟ قيل فتحت سنة 15 وقيل سنة 19 وقيل سنة 20 وقد ذكر الطبري وابن الأثير فتحها سنة 15 . وذكر اليعقوبي فتحها سنة 18 . وفيمن فتحها أقوال : فالطبري وابن الأثير واليعقوبي وابن كثير فتحها معاوية بن أبي سفيان بأمر مباشر من عمر بن الخطاب . وذكر في الطبري 4 / 156 كتاب عمر إليه : أما بعد فقد وليتك قيسارية فسر إليها واستنصر الله عليهم وأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله ، الله ربنا وثقتنا ورجاؤنا ومولانا نعم المولى ونعم النصير . وقال الواقدي : اختلف علينا في أمر قيسارية ، فقال قائلون : فتحها معاوية ، وقال آخرون بل فتحها عياض بن غنم ، وقال قائلون : بل فتحها عمرو بن العاص ، ( انظر فتوح الشام للواقدي 2 / 35 وفتوح البلدان ص 146 ) . قال الواقدي : صالح أهل قيسارية عمرو بن العاص على أن يسلموا له المدينة فصالحهم على مائة ألف درهم وما ترك الملك من خزائنه ورجاله فأجابوه إلى ذلك ، وكتب لهم كتاب الصلح . ودخلها يوم الأربعاء في العشر الأول من رجب الفرد سنة تسع عشرة . وهو الثبت قاله البلاذري .

246

نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 246
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست