responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 24


واعرف للمهاجرين والأنصار حقهم وفضلهم ، ولا تكسل ولا تفشل ، وأعد السيف للسيف والرمح للرمح والسهم للسهم ، واستوص بمن معك من المسلمين خيرا ، ولين الكلام وأحسن الصحبة واحفظ وصية نبيك محمد صلى الله عليه وسلم في الأنصار خاصة .
أن [1] تحسن إلى محسنهم وتتجاوز عن مسيئهم ، وقل : لا حول ولا قوة إلا بالله ) .
قال : فلما ورد الكتاب على خالد بن الوليد جمع أصحابه ثم قرأ عليهم الكتاب وقال : ما الذي ترون الآن من الرأي ؟ فقالوا : الرأي رأيك وليس فينا أحد يخالفك .
قال : فعندها عزم خالد على المسير إلى مسيلمة وأصحابه [2] ، وكتب حسان بن ثابت الأنصاري إلى محكم بن الطفيل وزير مسيلمة يهدده ، قال : فلما وصل كتابه إلى محكم بن الطفيل هذا الذي هو وزير مسيلمة وقرأه أرسل إلى وجوه أهل اليمامة فجمعهم ثم أقبل عليهم فقال : يا بني حنيفة ! هذا خالد بن الوليد قد سار إليكم في جمع المهاجرين والأنصار وإنكم تلقون غدا قوما يبذلون أنفسهم دون صاحبهم ، فابذلوا أنفسكم دون صاحبكم . قال : فقالت بنو حنيفة : سيعلم خالد غدا إذا نحن التقينا أنا بخلاف من لقي من العرب ، فقال محكم بن الطفيل : هذا الذي أريده منكم . قال : وبلغ بني حنيفة أن خالدا قد سار إليهم في الحد والحديد والخيل والجنود فاجتمعوا إلى رجل واحد من أكابرهم يقال له ثمامة بن أثال [3] - وكان ذا عقل وفهم ورأى وكان مخالفا لمسيلمة على ما هو عليه - فقالوا له : يا أبا عامر ! إنه قد سار هذا الرجل إلى مقاتلتنا يريد قتلنا وبوارنا واستئصالنا عن جدبة الأرض ، فهذا مسيلمة بن حبيب بين أظهرنا وقد ادعى ما قد علمت من النبوة ، فهات الذي عندكم من الرأي [4] .



[1] في مجموعة الوثائق : وأن .
[2] رواية الطبري 3 / 280 أنه لما وجهه أبو بكر إلى مسيلمة أوعب معه الناس . . . وتعجل خالد حتى قدم على أهل العسكر بالبطاح ، وانتظر البعث الذي ضرب بالمدينة ، فلما قدم عليه نهض حتى أتى اليمامة وبنو حنيفة يومئذ كثير .
[3] من الطبري والإصابة . وبالأصل : تمامة بن أتال . وهو ثمامة بن أثال بن النعمان بن مسلمة بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدؤل بن حنيفة بن لجيم . حاول وهو مشرك أن يقتل رسول الله ( ص ) فأخذ وأمر به فربط إلى عمود من عمد المسجد ثم عفا عنه رسول الله ( ص ) وتركه ثم أسلم . قال ابن إسحاق : لما ارتد أهل اليمامة عن الإسلام لم يرتد ثمامة وثبت على إسلامه هو ومن اتبعه من قومه وكان مقيما باليمامة ينهاهم عن اتباع مسيلمة وتصديقه ويقول : إياكم وأمرا مظلما لا نور فيه وأنه لشقاء . قتله بنو الحصم . ( أسد الغابة ) .
[4] قيل إن ثمامة كتب إلى مسيلمة ينصحه كتابا نسخته ( عن مجموعة الوثائق حميد الله ص 349 عن كتاب الردة للواقدي ص 76 ) : ارجع ولا تدع ، فإنك في الأمر لم تشرك . كذبت على الله في وحيه وكان هواك هوى . ألا وتدو مناك ( ؟ وقد مناك ) وقومك أن يمنعوك . وإن باتهم خالد ينزل ، فما لك في الجو من مصعد ، وما لك في الأرض من مسلك . سحبت الذيول إلى سوءة ( ؟ ) على من يقل مثله يهلك .

24

نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست