responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 235


إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره الذهب وقد نهى عنه ، ولكن ويحك يا جبلة ! ما الذي أخرجك عن قومك وملكك وبلادك بعد الذي كان منك من الاسلام والحج إلى بيت الله الحرام وقراءة القرآن ؟ فقال : ويحك يا حذيفة ! أو ما بلغك الذي كان من أمر عمر ؟ أراد أن يقتص مني لرجل من السوقة ! فقلت : بلى ، لعمري لقد بلغني ذلك ، وهذا الأشعث بن قيس الكندي وطليحة بن خويلد الأسدي قد كانا أسلما ثم رجعا عن دين الاسلام ومنعا الزكاة وحاربا وقتلا من المسلمين ثم إنهما رجعا تائبين إلى دين الاسلام ، قبل ذلك منهما ، فقال جبلة : ذر عنك هذا يا حذيفة !
ثم أشار إلى خادم واقف بين يديه فخرج الخادم ولم أشعر إلا وغلمان قد أقبلوا يحملون صناديق الأطعمة حتى وضعت ، ثم وضعت مائدة من ذهب بين يدي سريره ، فنزل عن السرير وجلس على بساط بين يدي السرير ثم دعاني ، فاستعففت من ذلك وأن آكل على مائة من الذهب ، فأمر لي بمائة من الخلنج [1] فوضعت بين يدي ، ثم سعى إلينا بكل حار وبارد من طعام ما رأيت ولا سمعت بمثله . قال حذيفة : فكان يوضع بين يديه صحفة من ذهب ، ويوضع بين يدي قصعة من خلنج أو جام من قوارير [2] وفيه من ذلك الطعام الذي يوضع بين يديه ، قال : ثم أتي بالخمر ، فقلت له : إني رأيت أن تعفني من دورها على المائدة ، ففعل ، ثم رفعت المائدة وأتي بالوضوء فقدم إليه طشت من ذهب ، فلما أخذ في غسل يده قمت فغسلت يدي ناحية من الدار على الأرض - أو قال : في بركة ماء كانت في الدار ، ثم رجعت إلى موضعي فجلست فيه .
قال : فدعا بقدح إلى أطول ما هو ، فشرب فيه خمسا أو ستا أعد ذلك عليه ، ثم أشار بعينه إلى خادم له واقف بين يديه ، قال : فخرج الخادم فما كان بأسرع أن نظرت إلى عشر جوار قد أقبلن كأنهن التماثيل يحملن كراسي العاج والابنوس مغشاة بجلود النمور وجلود الجرو السمور حتى وضعت عن يمينه ويساره ، ثم نظرت وإذا بعشر جوار عليهن الوشي والديباج المذهب وهن يتبخترن في الذهب والجوهر ، فأقبلن حتى جلسن على تلك الكراسي وعيدانهن في حجورهن ، قال : وإذا بجارية أخرى قد أقبلت وفي يدها إناء من ذهب مملوء بالمسك والعنبر والكافور المسحوق ،



[1] الخلنج شجر تتخذ من خشبة الأواني ونحوها .
[2] جام : إناء ، وهو كما ذكر اللغويون من فضة . والقوارير : الزجاج .

235

نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 235
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست