responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 233


فعلت بهذا الرجل ؟ قال : يا أمير المؤمنين ! إنه اعتمد حل إزاري ليبدى سوأتى ، ولو لا حرمة [1] هذا البيت لضربته بسيفي ، فقال له عمر : أما أنت فقد أقررت بما فعلت ولكن أرض الرجل في حقه وإلا أقدته منك ، قال جبلة : أو تفعل هذا يا أمير المؤمنين ؟ قال : نعم والله أفعله ، قال جبلة : إنه رجل من السوقة وأنا ملك ابن ملك ، والله لقد ظننت أن أكون في الاسلام أعز مني في الجاهلية ، قال فقال له عمر : إن الاسلام وعدله بخلاف الجاهلية فأرضه من نفسك ، قال جبلة : فإن لم أرضه ؟ قال عمر : فإن لم ترضه أمرته أن يهشم أنفك كما هشمت أنفه قصاصا كما فعلت . فإن الاسلام جمعك وإياه ، فما تفضله بشئ إلا بالتقوى . قال : فلما رأى جبلة أن عمر لا يأبى إلا القصاص لم يجدا بدا من الاستخذاء في وقته ذلك فقال [2] :
نعم يا أمير المؤمنين ! غير أني ناظر في أمري ليلتي هذه ، فقال عمر : ذلك إليك .
قال : فانصرف جبلة يومه ذلك ، فأقبلت الأنصار إلى عمر فقالوا : يا أمير المؤمنين ! نحن نرضي هذا الفزاري عن جبلة فإنه رجل من سادات غسان ، ونحن نقتدي هذه اللطمة ، فقال عمر : والله ! لا يقتص الفزاري إلا من جبلة .
قال : فانصرف الناس عن عمر رضي الله عنه ، حتى إذا نامت العيون وسكنت الحركات خرج جبلة في قومه الذين قدموا معه وهم سبعون ومائة [3] إنسان ومضى متوجها نحو الشام ، فأصبحت مكة منه ومن بني عمه بلاقع .
قال : ومضى جبلة في قومه الذين قدموا معه إلى بني عمه الذين هم بالشام مقيمون ، فخبرهم بذلك ثم أمرهم بالرحيل معه ، فرحل القوم وهم خلق كثير ، فسار بهم جبلة حتى دخل بهم بلاد الروم ثم أقبل قاصدا إلى القسطنطينية ، فدخل على هرقل ملك الروم فتنصر هو وجميع من كان معه من بني عمه ، قال : ففرح به هرقل فرحا شديدا ورأى أنه فتح فتحا عظيما ، ثم إنه أقطعه وأقطع بني عمه حيث شاؤوا من أرض الروم ، ثم إنه جعل جبلة من خواصه ووزيره وصاحب أمره ، فأقام جبلة عند



[1] الأغاني : لولا حرمة الكعبة لضربت بين عينيه بالسيف . وعبارة العقد : لولا حرمة هذا البيت لاخذت الذي عيناه .
[2] الأغاني والعقد : قال : إذن أتنصر . قال : إن تنصرت ضربت عنقك لأنك قد أسلمت ، فإن ارتددت قتلتك ، فلما رأى جبلة الصدق من عمر . . .
[3] انظر ما مر في ذلك .

233

نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 233
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست