ذكر سجاح بنت الحارث [1] التميمة لما زوجت نفسها من مسيلمة قال : وظهر أمر مسيلمة باليمامة وانتشر ذكره في الناس ، وسمعت به سجاح بنت الحارث ( 1 ) التميمية وقد كانت ادعت النبوة ( 2 ) وتبعها رجال من قومها غيلان بن خرشة ( 3 ) والحارث ( 4 ) بن الاهتم وجماعة من بني تميم . ( 5 ) قال : وكان لها مؤذن ( 6 ) يؤذن بها ويقول : أشهد أن سجاح ( 1 ) نبية الله . قال : فسارت سجاح ( 1 ) هذه إلى مسيلمة الكذاب سلمت عليه بالنبوة وقالت : إنه بلغني أمرك وسمعت بنبوتك وقد أقبلت إليك وأحببت أن أتزوج بك ، ولكن أخبرني ما الذي أنزل إليك من ربك ؟ فقال مسيلمة : أنزل علي من ربي : لا أقسم بهذا البلد ، ولا تبرح هذا البلد ، حتى تكون ذا مال وولد ، ووفر وصفد ، وخيل وعدد ، إلى آخر الأبد ، على رغم من حسد . قال : فقالت سجاح ( 1 ) : إنك نبي حقا ، وقد رضيت بك وزوجتك نفسي ، ولكن أريد أن تجعل لي صداقا يشبهني ، قال مسيلمة : فإني قد فعلت ذلك . قال : دعا مسيلمة بمؤذنه ( 7 ) فقال : ناد في قوم هذه المرأة : ألا ! إن نبيكم مسيلمة قد رفع عنكم صلاتين ( 8 ) من الخمس التي جاء بها محمد بن عبد الله ، وهي صلاة الفجر وصلاة العشاء الأخيرة ، فقالت سجاح ( 1 ) : أشهد أنك لقد جئت بصواب . قال : وضج المسلمون إلى أبي بكر رضي الله عنه وقالوا : يا خليفة
[1] بالأصل شجاح بنت المنذر ، تحريف . وهي سجاح بنت الحارث بن سويد بن عقفان . ( 2 ) تنبأت بعد موت رسول الله ( ص ) بالجزيرة في بني تغلب ، فاستجاب لها الهذيل ، وترك التنصر . وتابعها جمع من عشيرتها . ( 3 ) عن الطبري ، وبالأصل حرشنة . ( 4 ) في الطبري : وعمرو . ( 5 ) زيد في الطبري 3 / 274 والزبرقان بن بدر ، وعطارد بن حاجب وشبث بن ربعي . ( 6 ) في تاريخ اليعقوبي 2 / 129 الأشعث بن قيس ، وفي الطبري والكامل لابن الأثير : شبث بن ربعي الرياحي . وفي المعارف لابن قتيبة ص 178 : مؤذنها زهير بن عمرو من بني سليط بن يربوع ، ويقال أن شبث بن ربعي أذن لها . ( 7 ) في الطبري وابن الأثير : دعا مسيلمة بمؤذنها وقال له : ناد في أصحابك . . . ( 8 ) في الأغاني 18 / 166 ( قد وضعت عنكم صلاة العصر . فبنو تميم إلى الآن بالرمل لا يصلونها ، ويقولون : هذا حق لنا ، ومهر كريمة منا لا نرده ) .