responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 206


كبدة واحدة ، فكانت تقع كسقوط البرد في عسكر المسلمين من السماء وكالوابل المتدارك ، وكثر القتل في المسلمين والجراح وعور من المسلمين سبعمائة عين ، وسمى ذلك اليوم يوم التعوير ، وكان ممن أصيب بعينه ذلك اليوم المغيرة بن شعبة وسعيد بن زيد وبكير بن عبد الله وأبو سفيان وراشد بن سعد [1] ، هؤلاء المقدمون وباقي سبعمائة من المسلمين ، وكان الرجل يلتقي بالرجل بعد ذلك اليوم فيقول له :
ما الذي أصابك في عينك ؟ فيقول الاخر : لم تقول : مصيبة ؟ بل قل : منحة [2] من الله عز وجل .
قال : وعظم وقع السهام في المسلمين حتى ما كنت تسمع إلا من يصيح :
واعيناه ! واحدقتاه ! واضطرب المسلمون اضطرابا شديدا ونقضت العرب أعنة خيلها راجعة على أعقابها ، ونظر ماهان إلى اضطراب المسلمين فحرض الرماة وزحف نحو المسلمين ، وزادت الرماة في رميها ، وزحفت المسلسلة بحديدها والبيارق تلمع في أكف الرجال كأنها قبس النيران .
قال عامر : فنظرت جيوش الروم نحونا سائرة وفرسان المسلمين متأخرة ، فقلت : لا حول ولا قوة إلا بالله ، اللهم أنزل علينا نصرك وصبرك الذي نصرتنا به في المواطن كلها ! ثم صحت في رجال حمير : أتهربون من الجنة إلى النار ؟ ما هذا الفرار ؟ أما تخافون العار ؟ وجعلت أهتف بقبائل العرب وكل قد شغل بنفسه ، فجعلت أكثر من قول : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، فما كان غير بعيد حتى نزل النصر من السماء ، وكان المسلمون قد أقبلوا [4] راجعين نحو النساء ، ولم يثبت قدام المشركين غير أصحاب الرايات .
قال عبد الله بن قرط الأزدي : شهدت قتال الشام كله فلم أشهد في يوم اليرموك أشد من يوم التعوير ، وقد رجعت خيل المسلمين على أعقابها وقاتلت الامراء بأنفسها والرايات في أيديها ، فقلت في نفسي : وكم جهد ما يقاتل هؤلاء الامراء وهم في نفر يسير حتى أسعدنا الله بحملة النساء اللاتي شهدن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم



[1] الواقدي : سعيد .
[2] الواقدي : محنة . ( 3 ) يريد عامر بن مسلم ( أسلم ) وقد تقدم . وعند الواقدي 1 / 217 : عبادة بن عامر .
[4] الواقدي : انقلبوا .

206

نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست