responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 172


أتاك كتابي هذا فأقبل إلي وذر ما كنت وجهتك له إلى أن نرى ما رأينا وننظر ما يأمرنا به أمير المؤمنين ، والسلام .
قال : فورد كتاب أبي عبيدة على ميسرة وقد شارف أرض حلب ، فلما نظر إلى الكتاب أقبل راجعا إلى أبي عبيدة بن الجراح حتى نزل معه مدينة حمص .
ذكر مصير الروم إلى هرقل ملك الروم وكلامهم له وكلامه لهم وإجماع الروم على المسلمين وسيرهم إلى ما قبلهم وهي وقعة اليرموك .
قال : وانطلقت البطارقة من أهل حمص إلى هرقل ملك الروم وهو يومئذ بمدينة أنطاكية فخبروه بأنه قد أخذت حمص من أيديهم وقد نزلها العرب ، فاغتم لذلك هرقل غما شديدا ثم أقبل على بطارقته فقال لهم : خبروني عن هؤلاء العرب أليس هم بشر مثلكم ؟ فقالوا : بلى أيها الملك ! قال : فأنتم أكثر أم هم ؟ قالوا : بل نحن أكثر منهم بأضعاف كثيرة ، قال : فما بالكم تنهزمون من بين أيديهم ولا تثبتون لهم ؟ قال : فسكتوا ولم يخبروا جوابا . وتكلم شيخ من عقلائهم فقال : أيها الملك ! أنا أخبرك من أين نؤتي ، قال : هات فخبرني ، فقال : أيها الملك ! هؤلاء العرب قوم صالحون ونحن قوم طالحون ، فإذا حملنا عليهم فنكذب وهم إذا حملوا علينا لم يكذبوا ، قال هرقل : ولم تفعلون ذلك وأنتم أكثر منهم عددا وجمعا وتزعمون أن الحق في أيديكم ؟ فقال له الشيخ : أيها الملك ! نفعل ذلك لأنهم أفضل أعمالا عند ربهم ، وذلك أنهم يصومون النهار ويقومون الليل ويوفون بالعهد ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر [1] ، ونحن أيها الملك ! نظلم الناس وننقض العهد ونشرب الخمر ونركب الحرام ، ونعمل بالمعاصي ونفسد في الأرض ونأمر بما يسخط الله عز وجل ، وننهى عما يرضي الله عز وجل ، قال : فقال هرقل :
لعمري يا شيخ ! إنه لعلى ما تقول ، وما صدقني أحد سواك ، وليس الرأي عندي إلا أن أخرج عن هذا البلد وأصير إلى غيره فإني أعلم أنه ما لي في أمثالكم من خير إذ كنتم تفعلون هذه الفعال القبيحة ، قال : فقال له : أيها الملك ! أتترك سورية بلد



[1] زيد عند الأزدي ص 149 : ولا يظلمون أحمد ، ويتناصفون فيما بينهم . وانظر مقابلة هرقل لبطارقته وقواده فتوح الشام للواقدي ص 161 .

172

نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست