responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 165


مذودها [1] ونزع السلاح فرده على المرأتين ودعا بالقيد فقيد رجله كما كان . قال :
فصاحت به سلمى من جوف الخدر : أبا محجن ! ما حال الناس ؟ فقال : بكل خير ، وقد كان مني في هذا العدو ما كان ، وأرجو أن يكون الله تبارك وتعالى قد جعل لك أيتها المرأة في ذلك الثواب نصيبا .
قال : فأرسلت سلمى إلى سعد بن أبي وقاص وسألت أن يصير إليها ، قال :
فنزل سعد من السطح على عيلته حتى دخل عليها ، فقالت : أيها الأمير ! ما حال الناس ؟ قال : ويحك يا سلمى ! لقد كانت الدائرة على المسلمين غير أن الله تبارك وتعالى من علينا بفارس لا أدري من الآدميين أم من الملائكة فأعطى الله المسلمين به الظفر بعد الإياس ، قالت : فهل عرفت الرجل ؟ قال : لا ولكني شبهت بلقاء كانت تحته ببلقائي وسلاحا كان عليه بسلاحي ، فقالت : والله انه أبو محجن الثقفي ، فعل كذا وكذا ، قال : فخرج سعد من عندها حتى دخل على أبي محجن ثم وقف عليه ثم قال : لقد عجبت أن يكون ذلك الفعل لك ، ولست أقيم بعد ذلك عليك حدا بعد أن قد رأيت منك ما رأيت ، قال : ثم فك القيد عنه وقال : يا هذا ! انظر لنفسك وفكر في معادك إلى ربك ، قال فقال له أبو محجن : أيها الأمير ! إنما كنت أشرب الخمر حين كنت تقهرني عليها ، فأما إذ قد أبيت أن تقيم علي الحد فو الله لا ذقتها حتى ألقى الله تعالى ! قال : ثم ترك الخمر ولم يشربها بعد ذلك ، وكان إخوانه الذين ينادمونه عليها يقولون : أبا محجن ! أتركت القهوة وصبرت عنها ؟ فكان يقول : ما تركتها إلا لله خالصا لا لغيره - ثم رجعنا إلى الحديث [2] .
قال : وبات الفريقان ليلتهم تلك وقد قتل من الفرس مقتلة عظيمة ، فلما كان من غد وثب القوم كتعبيتهم في الأول ونزل إليهم سعد وهو متكئ من قروح قد خرجت في باطن فخذيه [3] ، فركب فرسا لين العريكة ، ثم خرج على الناس فأحاطوا به من كل جانب فقالوا : أيها الأمير ! لو لم تخرج إلينا لكنت معذورا لما علمنا من علتك فارجع إلى موضعك فإنا نكفيك إن شاء الله ولا قوة إلا بالله العلي العظيم !



[1] المذود : المعلف .
[2] خبر أبي محجن رواه الطبري ج 3 / 575 وفتوح البلدان ص 258 ومروج الذهب 2 / 345 وما بعدها وابن الأثير 2 / 114 - 115 والواقدي في فتوح الشام 2 / 161 .
[3] في الطبري 3 / 530 كان سعد لا يستطيع أن يركب ولا يجلس ، به حبون ( دماميل ) فإنما هو على وجهه في صدره وسادة ، هو مكب عليها .

165

نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست