responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 109


قال : فأقبل رافع ابن هذا مكلم الذئب إلى خالد بن الوليد فقال : أيها الأمير !
أنا أعرف هذه المفازة [1] ولا يخفى علي موضع فيها إن شاء الله ، قال فقال له خالد بن الوليد : كم تكون هذه المفازة ؟ قال : مسيرة خمسة أيام ، وما فيها ما ، إلا في موضع وأنا أعرف به ، قال خالد : فإني قد جعلتك دليلا فإذا سلم الله عز وجل من هذه المفازة فلك عندي عشرة آلاف درهم وما لك عند الله عز وجل من الثواب أكثر ، فقال رافع بن عميرة : أيها الأمير ! فإني قد رضيت بذلك ولكن أبغني ( 1 ) خمسة وعشرين جملا ، فقال : ألقوا إليها العلف اليابس وامنعوها من الماء . ثم أمر بها فألقى إليها العلف فجعلت الإبل تعتلف وقد منعت من الماء ، ثم أوردها بعد ذلك فشربت حتى امتلأت أجوافها من الماء ثم أمر بها فكمعت لكيلا تحبر ( 3 ) ، وأمر الناس أن يستوفروا من الماء ، ثم أمر الناس بالرحيل .
قال : فكان كلما سار يوما أمر بخمس ( 4 ) من تلك الجمال فنحرت ثم شق أجوافها ثم أمر بالجفان فأحضرت وجعلوا يعصرون ما في كروش الجمال من الماء في الجفان ويمزجونه بالقليل من الماء العذب ويسقى الخيل والبغال والحمير ، وأما ما كان معهم من الإبل فإنها لم تذق الماء خمسة أيام ، فلم تزل القوم على ذلك ، كلما نزلوا ذبحوا خمسة من الإبل فسقوا ما في أجوافها ، فلما كان اليوم السادس سار القوم وهم لا يشكون أنهم قاربوا العمران ( 5 ) . قال : ورمدت عين الدليل فلم يبصر سهلا ولا جبلا وأيس الناس من أنفسهم فأضربهم العطش وخافوا على أنفسهم الهلاك وحميت عليهم الشمس ، فقال خالد بن الوليد للدليل : ويحك يا رافع ! أين الطريق وأين الماء ؟ فقال : لا والله أعز الله الأمير ! لا أدري ، ولكن أنظروا ميمنة وميسرة ، فإن رأيتم شجرة عوسج ( 6 ) فقد نجوتم والماء تحت الشجرة وإلا فقد هلكت وهلكتم .



[1] وكان خالد يريد أن يسير من قراقر إلى سوى ( وقيل شوا ، وقيل شوى ) وهو ماء لبني بهراء ، حتى يظهر من وراء جموع الروم لأنه إن استقبلها حبسته عن غياث المسلمين . ( 2 ) في فتوح الأزدي : عشرين جزورا عظاما سمانا مسان . ( 3 ) في فتوح الأزدي : ثم كمعهن - أي شد أفواهن - لئلا تجتر . وعند الطبري : ثم صروا آذان الإبل وكعموها . وفي الكامل : وشدوا مشافرها لئلا تجتر . ( 4 ) الطبري : ( عشرا من تلك الإبل ) فعلى رواية الطبري يصبح العدد خمسين جملا . ( وانظر الكامل لابن الأثير ) . ( 5 ) في الطبري وابن الأثير : ( علمين ) . ( 6 ) العوسج : ضرب من الشجر كثير الشوك ، وله ثمر أحمر مدور كأنه العقيق .

109

نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست