responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 103


أخبرك أني لبستها نذرا على أن لا أنزعها حتى أخرجكم من الشام ، فتبسم هشام ثم قال : يا جبلة ! إنك والله لن تقدر أن تمنع مجلسك هذا منا ! والله لنأخذنه ولنأخذن ملك الملك الأعظم ! وبذلك خبرنا نبينا الصادق عليه السلام ، فقال جبلة : فأنتم إذا السمراء ، قال هشام : وما السمراء ؟ قال جبلة : السمراء قوم نجدهم في الإنجيل أنهم يصومون النهار ويقومون الليل ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويفتحون من المشرق إلى المغرب ، قال هشام : فنحن والله أولئك الموصوفون في الإنجيل !
فلا تشك في ذلك يا جبلة ! فاسود وجه جبلة حتى صار كالليل المظلم ثم قال : إلي بعثتم أم إلى الملك الأعظم ؟ فقال : بعثنا إليك وإليه ، قال : فسيروا إذا إليه فإن أجابكم إلى ما تريدون أجبتكم ولم أتاب عليكم .
قال : فخرج هشام ومن معه من عند جبلة وساروا حتى صاروا إلى أنطاكية .
ذكر مسير المسلمين إلى أنطاكية ودخولهم على الملك .
قال : فدخل المسلمون مدينة أنطاكية على رواحلهم من باب المدينة وهرقل ينظر إليهم من منظرة ، والقوم من الروم ينظرون إليهم من وسط المدينة إلى أن أناخوا رواحلهم على باب الملك حذاء المنظرة ثم رفعوا أصواتهم فقالوا : لا إله إلا الله والله أكبر ! قال : فانتفضت المنظرة حتى سمع الناس صوت نفيضها ، فأرسل إليهم هرقل أنه ليس لكم أن تجهروا بدينكم على بابي ، فان كنتم رسلا فأدخلوا .
قال : فدخل إليه المسلمون وهو على سرير من ذهب مفروش بالديباج الأحمر ، وجميع ما في مجلسه مفروش بالحمرة ، وعليه ثياب منسوجة وعلى رأسه تاج من ذهب يلمع من الجوهر ، وإذا هو يكسر بالعربية ليس بالفصيح ، قال : فوقف المسلمون بين يديه ولم يسلموا عليه ، فتبسم ثم قال : ما منعكم أن تحيونى بما تحيون به ملوككم ؟ فقال له هشام بن العاص : أيها الرجل ! إن تحيتنا إنما تجوز بيننا ولن يجوز لنا أن نحييك بها ، قال هرقل : وما تحيتكم ؟ فقال هشام : تحيتنا السلام ، فقال هرقل : وبذلك تحيون ملوككم ؟ فقال هشام : نعم ، بذلك نحيي ملوكنا وبذلك يحيوننا كما نحييهم . فقال هرقل : فكيف يرث الميت منكم ؟ فقال هشام : يرث أقرب الناس إليه ، فقال هرقل : كيف صومكم وصلاتكم ؟ فوصف له هشام بن العاص ذلك ، فقال هرقل : فما أعظم كلامكم ؟ فقال هشام : أعظم كلامنا لا إله إلا الله والله أكبر . قال : فانتفضت القبة من سقفها حتى فزع هرقل من ذلك ،

103

نام کتاب : الفتوح نویسنده : أحمد بن أعثم الكوفي    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست