نام کتاب : العودة إلى نهج البلاغة نویسنده : السيد الخامنئي جلد : 1 صفحه : 60
بعنوان كونه تراثا لا نظير له في الإسلام . وليس هذا الإحياء في كثرة طباعته ، فقد حصل هذا ، بل بمعنى العمل والتحقيق في مجاله ، كما حصل هذا الأمر في مجال القرآن الكريم ، حيث أعدّت التفاسير الكثيرة ، وكذلك في علوم القرآن . ومثلما يقرأ القرآن ينبغي أن نقرأ نهج البلاغة ، لأنه تالي القرآن . ومثلما يعتبر المسلمون أنفسهم مكلَّفين بإيجاد رابطة عميقة مع القرآن ، ويعدّون الجهل به منقصة ، كذلك ينبغي عدّ الجهل بنهج البلاغة نقصا . النقطة الأخرى الفائقة الأهمية ، وهي برأيي تكليف على الجميع ، أن نتعرف جيدا على موقع صدور هذه الكلمات وأحوال قائلها ، وأن نعلم أنّ هذه المعرفة والوعي هما علاج شاف وسريع بالنسبة للكثير من أمراض مجتمعنا . لأننا عندما نطالع في حال قائل هذه الكلمات ، نجد أنه ليس إنسانا عاديا ، بل له خاصيتان تجعل كلامه من هذا المنطلق كلاما إستثنائيا . إحدى هاتين الخاصيتين هي حكمته والأخرى حاكميته . فهو عليه السلام أولا حكيم ومن الذين * ( يؤتي الحكمة من يشاء ) * . [1] فقد أوتي الحكمة الإلهية حيث عرف العالم والإنسان وحقائق الخلقة ودقائق الوجود . فهو الحكيم ، الذي له إطَّلاع على حقائق الوجود . وهذا الإطَّلاع - عند من يعتقد بأنه إمام معصوم - قد حصل بالإلهام الإلهي ، وبإعتقاد الذين لا يرون عصمته قد حصل عليه بتعليم الرسول الأكرم صلى اللَّه عليه وآله وسلم ومن الإسلام . وعلى كل حال فلا يشك أحد بأنه إنسان بصير وحكيم إستفاد من حكمة الأنبياء واطَّلع على