نام کتاب : العودة إلى نهج البلاغة نویسنده : السيد الخامنئي جلد : 1 صفحه : 37
إنسان عميق الغور في معرفة الدين حمل هموم قيادة مجتمع كبير ، وهو يمتلك بصيرة بكل المعارف الإسلامية والقرآنية ، يضج قلبه بالمعرفة وهو في مقام المسؤولية ، يتعاطى مع الشعب ويخاطبه ويجيبه عن أسئلته وإستفهاماته . هذه هي الأرضية التي صدر منها « نهج البلاغة » ، ومن هذه الجهة يفترق عن جميع الروايات التي لدينا عن الأئمة المعصومين عليهم السلام . فالأئمة الأطهار عليه السلام لم يعيشوا في عصر حكومة يرتضونها ، بل كانوا في ظل أزمنة القمع والتنكيل . ولم تكن القضايا تجري على ألسنتهم من موقع الحاكم والمسؤول عن إدارة دولة . أما أمير المؤمنين عليه السلام فلقد كان يتحدث بعنوان الحاكم الإسلامي متوجها إلى مجتمع يعيش تحت إشرافه وحاكميته ، وهذا ما يمثل القسم الأعظم من « نهج البلاغة » . وما بقي هو نذر يسير مما صدر منه عليه السلام قبل عصر حكومته . نحن اليوم نعيش في مثل تلك الظروف ، ومجتمعنا يمر بمثل تلك الظروف . ومن الواضح أن نهج البلاغة ليس مختصّا ببلدنا ، بل هو لكل العالم الإسلامي . هذا العالم الذي يتجه اليوم نحو صحوة وحياة إسلامية جديدة . وفي بلدنا ومجتمعنا ، وصلت هذه الثورة إلى شاطىء النصر والفلاح في ظل تعاليم أمير المؤمنين عليه السلام ، وبالإعتماد والرجوع إلى القرآن ونهج البلاغة . واليوم قد تم تشكيل مجتمع قريب من
37
نام کتاب : العودة إلى نهج البلاغة نویسنده : السيد الخامنئي جلد : 1 صفحه : 37