نام کتاب : العدد القوية لدفع المخاوف اليومية نویسنده : علي بن يوسف المطهر الحلي جلد : 1 صفحه : 358
وشيخهم لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر ، وعالمهم خب مواه [1] مستحوذ عليه هواه ، متمسك بعاجل دنياه ، أشد هم عليك إقبالا ، يرصدك بالغوايل . ويطلب الحيلة بالتمني ، ويطلب الدنيا بالاجتهاد ، خوفهم أجل ، ورجاؤهم عاجل ، لا يهابون إلا من يخافون لسانه ، ويرجون نواله ، دينهم الربا ، كل حق عندهم مهجور ، يحبون من غشهم ، ويملون من داهنهم ، قلوبهم خاوية . لا يسمعون دعاء ولا يجيبون سائلا ، قد استولت عليهم سكرة الغفلة ، إن تركتهم لم يتركون ، وإن تابعتهم اغتالوك ، إخوان الظاهر ، وأعداء السر ، يتصاحبون على غير تقوى ، فإذا افترقوا ذم بعضهم بعضا ، تموت فيهم السنن ، وتحيى فيهم البدع ، فأحمق الناس من أسف على فقدهم ، أو سر بكثرتهم . فكن يا بني عند ذلك كابن اللبون ، لا ظهر فيركب ، ولا وبر فيسلب ، ولا ضرع فيحلب ، فما طلابك لقوم إن كنت عالما أعابوك ، وإن كنت جاهلا لم يرشدوك ، وإن طلبت العلم قالوا : متكلف متعمق ، وإن تركت طلب العلم قالوا : عاجز غبي وإن تحققت لعبادة ربك قالوا : متصنع مراء . وإن لزمت الصمت قالوا : ألكن ، وإن نطقت قالوا : مهذار ، وإن أنفقت قالوا : مسرف ، وإن اقتصدت قالوا : بخيل ، وإن احتجت إلى ما في أيديهم صارموك وذموك ، وإن لم تعتد بهم كفروك ، فهذه صفة أهل زمانك ، فاصغاك من فرغ من جورهم ، وأمن من الطمع فيهم ، فهو مقبل على شأنه مدار لأهل زمانه . ومن صفة العالم أن لا يعظ إلا من يقبل عظته ، ولا ينصح معجبا برأيه ، ولا يخبر بما يخاف إذاعته . ولا تودع سرك إلا عند كل ثقة ، ولا تلفظ إلا بما يتعارفون به الناس ، ولا تخالطهم إلا بما يعقلونه ، فاحذر كل الحذر ، وكن فردا وحيدا .
[1] الخب : الخداع . وموه الخبر : زوره عليه وزخرفه ولبسه ، أو بلغه خلاف ما هو .
358
نام کتاب : العدد القوية لدفع المخاوف اليومية نویسنده : علي بن يوسف المطهر الحلي جلد : 1 صفحه : 358