وأشكو إليك مسكنتي ، وفاقتي ، وقسوة قلبي ، وميل نفسي ، فإنك قلت : " فما استكانوا لربهم وما يتضرعون " وها أنا : قد استجرت بك ، وقعدت بين يديك مسكينا متضرعا ، راجيا ، لما أريد من الثواب ، بصيامي وصلاتي ، وقد عرفت حاجتي ومسكنتي ، إلى رحمتك والثبات على هداك ، وقد هربت إليك هرب العبد السوء إلى المولى الكريم . يا مولاي ، وتقربت إليك ، فأسألك بوحدانيتك لما صليت على محمد وآل محمد صلاة كثرة ، كريمة ، شريفة ، توجب لي بهذا شفاعتهم ، والقيامة عندك ، وصليت على ملائكتك المقربين ، وأنبيائك المرسلين ، وأسألك بحقك عليهم أجمعين ، لما غفرت لي في هذا اليوم ، مغفرة لا أشقى بعدها أبدا ، إنك على كل شئ قدير ، وصلى الله على محمد وآله كثيرا ، ورحمة الله وبركاته . . " [1] . وحكى هذا الدعاء ، الشريف عن إنابة الإمام عليه السلام ، لله تعالى ، واعتصامه به ، وقد تجاوز بذلك حدود الزمان والمكان . لقد ودع الإمام عليه السلام ، بهذا الدعاء ، شهر رمضان المبارك ، وقد ألم بمدى تعظيمه ، وتقديسه ، لهذا الشهر ، الذي هو شهر الطاعة ، وشهر التقوى وشهر الإنابة إلى الله تعالى . 19 - دعاء أخر في وداع رمضان كان الإمام الصادق عليه السلام ، يودع شهر رمضان ، بهذا الدعاء ، وكان يقرأه في العشر الأواخر منه : " أعوذ بجلال وجهك الكريم ، أن ينقضي عني شهر رمضان ، أو