خلقك في أموالهم ، وأشعارهم ، وأعراضهم وأبشارهم ، وما رآه بصري ، وسمعه سمعي ، ونطق به لساني ، وبسطت إليه يدي ، ونقلت إليه قدمي ، وباشره جلدي وحدثت به نفسي ، مما هو لك معصية ، وكل يمين زور ، ومن كل فاحشة وذنب وخطيئة ، عملتها في سواد الليل وبياض النهار في ملاء أو خلاء ، مما علمته أو لم أعلمه ، ذكرته أم لم أذكره ، سمعته أم لم أسمعه ، عصيتك فيه ربي طرفة عين ، وما سواها ، من حل أو حرام ، تعديت فيه أو قصرت عنه ، منذ يوم خلقتني إلى أن جلست مجلسي هذا ، فإني أتوب إليك منه ، وأنت يا كريم تواب رحيم . اللهم ، يا ذا المن والفضل ، والمحامد التي لا تحصى ، صل على محمد وآل محمد ، واقبل توبتي ، ولا تردها لكثرة ذنوبي ، وما أسرفت على نفسي حتى لا أرجع في ذنب تبت إليك منه ، فاجعلها يا عزيز توبة نصوحا صادقة مبرورة لديك مقبولة ، مرفوعة عندك ، في خزائنك التي ذخرتها لأوليائك حين قبلتها منهم ، ورضيت بها عنهم ، اللهم ، إن هذه النفس نفس عبدك ، وأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تجعلها في حصن حصين منيع لا يصل إليها ذنب ، ولا خطيئة ، ولا يفسدها عيب ولا معصية حتى ألقاك يوم القيامة ، وأنت عني راض ، وأنا مسرور تغبطني ملائكتك ، وأنبياؤك وجميع خلقك ، وقد قبلتني وجعلتني تائبا طاهرا زاكيا عندك من الصادقين . اللهم ، إني أعترف لك بذنوبي ، فصل على محمد وآل محمد ، واجعلها ذنوبا لا تظهرها لاحد من خلقك ، يا غفار الذنوب ، يا أرحم الراحمين ، سبحانك اللهم وبحمدك ، عملت سوءا وظلمت نفسي ، فصل على محمد وآل محمد ، واغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم .