نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم ( ص ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 89
من الذي يفتي الناس ؟ ! وبعدما تقدم ، فقد كان لا بد للناس ، الذين يدينون بهذا الدين ، ويريدون أن يطبِّقوا أحكامه وشرائعه على حركاتهم وسلوكهم ومواقفهم - لا بد لهم - من مرجع يرجعون إليه ، ليفتيهم في أمور دينهم ، ويبيِّن لهم أحكامه ، من دون أن يتعرض لرواية عن رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، لا من قريب ، ولا من بعيد . وبديهي ، أنه لا يمكن السماح لكل الناس بالتصدي للفتوى ؛ لان ذلك يحمل معه مخاطر كبيرة وخطيرة ، ويجعل السلطة في مواجهة مشاكل صعبة ، ويضعها أمام إحراجات لا طاقة لها بها . وذلك حينما تتعارض فتاواهم وتتناقض . أو حينما تصدر عن بعض الناس فتاوى قد يعتبرها الحكام ومن يدور في فلكهم مضرة في مصالحهم في الحكم ، أو في غيره . وهذا الأمر يحمل معه أجواء الاستدلال والاحتجاج ، والتأييد والرد ، ثم الإدانة ، وتسفيه الآراء . ومعنى ذلك هو : العودة إلى طرح النصوص القرآنية ، والكلمات والمواقف النبوية ، كوسائل إقناع واحتجاج ، فيكون ما فروا منه قد عادوا فوقعوا فيه .
89
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم ( ص ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 89