نام کتاب : الشعائر الحسينية بين الأصالة والتجديد نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 73
ليس تكوينيّاً . . والمقصود ليس نفي تكوينيّة وجود ذات الشعيرة . . بل إنّ تَعَنْوُن الشيء بأنّه شعيرة وجعله علامة على شيء آخر تَعنونه هذا ; وجَعْله كذلك ليس تكوينيّاً بل إعتباريّاً . . وإلاّ فالبُدن هي من الإبل ، ووجودها تكوينيّ . . ولكن كونها شعيرة وعلامة على حُكم من أحكام الدين أو على عزّة الإسلام شيء إعتباريّ ، نظير بقية الدلالات الّتي تدلّ على مدلولات أخرى بالاعتبار والجعل . . فالشعائر وإن كانت وجودات في أنفسها تكوينيّة ، ولكن عُلقتها ودلالتها على المعاني إتّخاذية وإعتباريّة ، بواسطة عُلقة وضعيّة ربطيّة إعتباريّة ; هذا من جهة وجودها . . ومن جهة أخرى ، فقد دلّلنا على أنّ الشعائر والشعيرة تكون بحسب ما تُضاف إليه . . كما قد يتّخذ المسلمون الشعائر في الحرب مثلا ، كما ورد دليل خاصّ في باب الجهاد على استحباب اتّخاذ المسلمين شعاراً لهم . مثل ما اتّخذه المسلمون في غزوة بدر ، وهو شعار : « يا منصور أمِت » . . فالمقصود ، إذا لم يرد لدينا دليل خاصّ على التصرّف في معنى الشعائر أو الشعيرة - الّتي هي بمعنى العلامة كما ذكرنا - فإنّه يبقى على معناه اللغوي الأوّلي . . الوجود الإعتباريّ للشعيرة وكذلك في الوجود الخارجيّ . . إذ المفروض أنّ المتشرّعة إذا اتّخذوا شيئاً ما كشعيرة ، يعني علامة على معنى دينيّ سامي . . معنىً من المعاني الدينيّة السامية ، أو حكماً من الأحكام العالية ، وجعلوا له علامة . . شعيرة وشعار وشعائر . .
73
نام کتاب : الشعائر الحسينية بين الأصالة والتجديد نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 73