responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشعائر الحسينية بين الأصالة والتجديد نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 406


نتيجة سنن جاهليّة كالموؤدة ، بل قد رثى وندب القرآن ناقة صالح لمكانتها . . ولم يقتصر القرآن على الرثاء والندبة لمن وقعت عليهم الظلامات ، بل أخذ في التنديد بالظالم وبالعتاة الظَلمة ; وتوعّدهم بالعذاب والنقمة والبطش ، كما سنجده في جملة من الموارد الآتية التي نتعرّض لها في السور القرآنيّة ، وهي :
الاُولى : قصّة أصحاب الأخدود ، ففي سورة البروج تستهلّ السورة بالقَسَم الإلهيّ أربع مرات ( وَالسَّماءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِد وَمَشْهُود ) وهذا الابتداء بمثابة توثيق للواقعة والحادثة التي يريد الإخبار عنها ، وفي هذا منهجا ودرساً قرآنيّاً يحثّ على توثيق الحادثة أولا ، ثمّ الخوض في تفاصيلها ورسم أحداثها ، ثمّ تذكر السورة الخبر الذي وقع القَسَم الإلهيّ على وقوعه بابتداء لفظة ( قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ ) ، وهو أسلوب رثاء وندبة وعزاء ، نظير قول الراثي « قُتل الحسين عطشاناً » . . كما أنّ توصيفهم بأصحاب الأخدود بيان لكيفيّة القتل التي جَرت عليهم ، فتواصل السورة تصوير مسرح الحدث إستثارة للعواطف وتهييجها بوصف الأخدود ( النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ ) ، وهو بيان لشدّة سُعرة النّار التي أُجّجت لإحراقهم ، وهو ترسيم لبشاعة الجناية وفظاعتها . . ثم يتابع القرآن الكريم ( إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ ) وهو بيان لقطة أخرى من مسرح عمليات الحادثة التي أوقعها الظالمون على المؤمنين من إرعابهم وتهديدهم بإجلاسهم على شفير الأخدود المتأجّج أوّلا لأجل ممارسة الضغط عليهم للتخلّي عن مبادئهم التي يتمسكون بها ; وفيه بيان لشدّة صلابة المؤمنين مع هذا الإرعاب المتوجّه عليهم ، ثمّ تتابع السورة ( وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ ) وهذا بيان يجسّد فوران الشفقة الإلهيّة على الظُلامة والتلهّف على ما يُفعل بالمؤمنين . .

406

نام کتاب : الشعائر الحسينية بين الأصالة والتجديد نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 406
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست