نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 1 صفحه : 82
فقطعها قصي بيده وأعوانه ، فسمته قريش مجمعا لما جمع من أمرها ، وتيمنت بأمره ، فما تنكح امرأة ، ولا يتزوج رجل من قريش ، وما يتشاورون في أمر نزل بهم ، ولا يعقدون لواء الحرب قوم من غيرهم إلا في داره ، يعقده لهم بعض ولده ، وما تدرع جارية إذا بلغت أن تدرع من قريش إلا في داره ، يشق عليها فيها درعها ثم تدرعه ، ثم ينطلق بها إلى أهلها . فكان أمره في قومه من قريش في حياته ، ومن بعد موته ، كالدين المتبع لا يعمل بغيره . واتخذ لنفسه دار الندوة وجعل بابها إلى مسجد الكعبة ، ففيها كانت قريش تقضى أمورها . قال ابن هشام : وقال الشاعر : قصي لعمري كان يدعى مجمعا * به جمع الله القبائل من فهر قال ابن إسحاق : حدثني عبد الملك بن راشد عن أبيه قال : سمعت السائب ابن خباب صاحب المقصورة يحدث أنه سمع رجلا يحدث عمر بن الخطاب ، وهو خليفة ، حديث قصي بن كلاب ، وما جمع من أمر قومه ، وإخراجه خزاعة وبنى بكر من مكة ، وولايته البيت وأمر مكة ، فلم يرد ذلك عليه ولم ينكره . قال ابن إسحاق : فلما فرغ قصي من حربه انصرف أخوه رزاخ بن ربيعة إلى بلاده بمن معه من قومه ، وقال رزاخ في إجابته قصيا : لما أتى من قصي رسول * فقال الرسول : أجيبوا الخليلا نهضنا إليه نقود الجياد * ونطرح عنا الملول الثقيلا نسير بها الليل حتى الصباح * ونكمى النهار لئلا نزولا فهن سراع كورد القطا * يجبن بنا من قصي رسولا جمعنا من السر من أشمذين * ومن كل حي جمعنا قبيلا فيا لك حلبة ما ليلة * تزيد على الألف سيبا رسيلا فلما مررن على عسجر * وأسهلن من مستناخ سبيلا وجاوزن بالركن من ورقان * وجاوزن بالعرج حيا حلولا
82
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 1 صفحه : 82