responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن هشام الحميري    جلد : 1  صفحه : 42


فجعل ينثر ذلك الورق للناس ، فبلغ ذلك الملك ، فقال : إن هذا لشأنا ، ثم بعث إليه فقال : عمدت إلى حباء الملك تنثره للناس ! فقال : وما أصنع بهذا ، ما جبال أرضى التي جئت منها إلا ذهب وفضة ، يرغبه فيها . فجمع كسرى مرازبته ، فقال لهم : ماذا ترون في أمر هذا الرجل ، وما جاء له ؟ فقال قائل : أيها الملك ، إن في سجونك رجالا قد حبستهم للقتل ، فلو أنك بعثتهم معه ، فإن يهلكوا كان ذلك الذي أردت بهم ، وإن ظفروا كان ملكا ازددته . فبعث معه كسرى من كان في سجونه ، وكانوا ثمان مئة رجل .
واستعمل عليهم [ رجلا منهم ] يقال له وهرز ، وكان ذا سن فيهم وأفضلهم حسبا وبيتا ، فخرجوا في ثمان سفائن ، فغرقت سفينتان ، ووصل إلى ساحل عدن ست سفائن ، فجمع سيف إلى وهرز من استطاع من قومه ، وقال له :
رجلي مع رجلك حتى نموت جميعا أو نظفر جميعا ، قال له وهرز : أنصفت ، وخرج له مسروق بن أبرهة ملك اليمن ، وجمع إليه جنده ، فأرسل إليهم وهرز ابنا له ، ليقاتلهم فيختبر قتالهم ، فقتل ابن وهرز ، فزاده ذلك حنقا عليهم . فلما تواقف الناس على مصافهم قال وهرز : أروني ملكهم ، فقالوا له : أترى رجلا على الفيل عاقدا تاجه على رأسه ، بين عينيه ياقوتة حمراء ؟ قال : نعم ، قالوا : ذاك ملكهم ، فقال : اتركوه ، فوقفوا طويلا ، ثم قال : علام هو ؟ قالوا : قد تحول على الفرس ، قال : اتركوه ، فوقفوا طويلا ، ثم قال : علام هو ؟ قالوا : قد تحول على البغلة ، قال وهرز : بنت الحمار ! ذل وذل ملكه ، إني سأرميه ، فإن رأيتم أصحابه لم يتحركوا فاثبتوا حتى أوذنكم ، فإني قد أخطأت الرجل ، وإن رأيتم القوم قد استداروا ولاثوا به فقد أصبت الرجل ، فاحملوا عليهم ، ثم وتر قوسه وكانت فيما يزعمون لا يوترها غيره من شدتها ، وأمر بحاجبيه فعصبا له ، ثم رماه فصك الياقوتة التي بين عينية ، فتغلغلت النشابة في رأسه حتى خرجت من قفاه ، ونكس عن دابته ، واستدارت الحبشة ولاثت به ، وحملت عليهم الفرس ،

42

نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن هشام الحميري    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست