نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 1 صفحه : 36
بحجارة من سجيل ، فجعلهم كعصف مأكول ، لإيلاف قريش إيلافهم ، رحلة الشتاء والصيف ، فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف - سورتا الفيل وقريش بتمامها ] أي لئلا يغير شيئا من حالهم التي كانوا عليها لما أراد الله بهم من الخير لو قبلوه . قال ابن هشام : الأبابيل : الجماعات ، ولم تتكلم لها العرب بواحد علمناه وأما السجيل ، فأخبرني يونس النحوي وأبو عبيدة أنه عند العرب : الشديد الصلب . قال رؤبة بن العجاج : ومسهم ما مس أصحاب الفيل * ترميهم حجارة من سجيل ولعبت طير بهم أبابيل وهذه الأبيات في أرجوزة له . وذكر بعض المفسرين أنهما كلمتان بالفارسية ، جعلتهما العرب كلمة واحدة ، وإنما هو سنج وجل ، يعنى بالسنج : الحجر ، والجل : الطين . يعنى : الحجارة من هذين الجنسين : الحجر والطين والعصف : ورق الزرع الذي لم يقصب ، وواحدته عصفة . قال : وأخبرني أبو عبيدة النحوي أنه يقال له : العصافة والعصيفة . وأنشدني لعلقمة بن عبدة أحد بنى ربيعة بن مالك ابن زيد مناة بن تميم : تسقى مذانب قد مالت عصيفتها * حدورها من أتى الماء مطموم وهذا البيت في قصيدة له ، وقال الراجز : فصيروا مثل كعصف مأكول قال ابن هشام : ولهذا البيت تفسير في النحو [1] . وإيلاف قريش : إيلافهم الخروج إلى الشام في تجارتهم ، وكانت لهم خرجتان : خرجة في الشتاء ، وخرجة في الصيف . أخبرني أبو زيد الأنصاري أن العرب تقول : ألفت الشئ إلفا ، وآلفته إيلافا ، في معنى واحد .
[1] خلاصته أن الكاف في قوله " كعصف " زائدة ، لوجود " مثل " قبلها وهو اسم
36
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 1 صفحه : 36