responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن هشام الحميري    جلد : 1  صفحه : 27


غلب أبرهة الأشرم على أمر اليمن ، وقتل أرياط قال ابن إسحاق : فأقام أرياط بأرض اليمن سنين في سلطانه ذلك ، ثم نازعه في أمر الحبشة باليمن أبرهة الحبشي - [ وكان في جنده ] - حتى تفرقت الحبشة عليهما ، فانحاز إلى كل واحد منهما طائفة منهم ، ثم سار أحدهما إلى الآخر ، فلما تقارب الناس أرسل أبرهة إلى أرياط : إنك لا تصنع بأن تلقى الحبشة بعضها ببعض حتى تفنيها شيئا . فأبرز إلى وأبرز إليك ، فأينا أصاب صاحبه انصرف إليه جنده ، فأرسل إليه أرياط : أنصفت ، فخرج إليه أبرهة ، وكان رجلا قصيرا لحيما [ حادرا [1] ] وكان ذا دين في النصرانية ، وخرج إليه أرياط - وكان رجلا جميلا عظيما طويلا - وفى يده حربة له ، وخلف أبرهة غلام له - يقال له عتودة - يمنع ظهره ، فرفع أرياط الحربة فضرب أبرهة ، يريد يافوخه ، فوقعت الحربة على جبهة أبرهة فشرمت حاجبه وأنفه وعينه وشفته ، فبذلك سمى أبرهة الأشرم ، وحمل عتودة على أرياط من خلف أبرهة فقتله ، وانصرف جند أرياط إلى أبرهة ، فاجتمعت عليه الحبشة باليمن ، وودى أبرهة أرياط .
فلما بلغ ذلك النجاشي غضب غضبا شديدا ، وقال : عدا على أميري فقتله بغير أمرى ! ثم حلف لا يدع أبرهة حتى يطأ بلاده ، ويجز ناصيته ، فحلق أبرهة رأسه ، وملأ جرابا من تراب اليمن ، ثم بعث إلى النجاشي ، ثم كتب إليه : " أيها الملك ، إنما كان أرياط عبدك ، وأنا عبدك ، فاختلفنا في أمرك ، وكل طاعته لك ، إلا أنى كنت أقوى على أمر الحبشة وأضبط لها وأسوس منه ، وقد حلقت رأسي كله حين بلغني قسم الملك ، وبعثت إليه بجراب تراب من أرضى ، ليضعه تحت قدميه ، فيبر قسمه في " .
فلما انتهى ذلك إلى النجاشي رضى عنه ، وكتب إليه : أن أثبت بأرض اليمن حتى يأتيك أمرى ، فأقام أبرهة باليمن .
.



[1] الحادر : الرجل السمين الغليظ

27

نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن هشام الحميري    جلد : 1  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست