نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 1 صفحه : 241
من آلهتنا هذه حصب جهنم ، فقال عبد الله بن الزبعرى : أما والله لو وجدته لخصمته ، فسلوا محمدا : أكل ما يعبد من دون الله في جهنم مع من عبده ؟ فنحن نعبد الملائكة ، واليهود تعبد عزيرا ، والنصارى تعبد عيسى بن مريم [ عليهما السلام ] ، فعجب الوليد ومن كان معه في المجلس من قول عبد الله بن الزبعرى ، ورأوا أنه قد احتج وخاصم . فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم من قول ابن الزبعرى ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ إن ] كل من أحب أن يعبد من دون الله فهو مع من عبده ، إنهم [ إنما ] يعبدون الشيطان ، ومن أمرتهم بعبادته ، فأنزل الله تعالى عليه في ذلك : { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون * لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون - 101 و 102 من سورة الأنبياء } أي إن عيسى بن مريم ، وعزيرا ، ومن عبدوا من الأحبار والرهبان الذين مضوا على طاعة الله ، فاتخذهم من يعبدهم من أهل الضلالة أربابا من دون الله . ونزل فيما يذكرون ، أنهم يعبدون الملائكة ، وأنها بنات الله : { وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون } إلى قوله : { ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزى الظالمين - 26 إلى 29 من سورة الأنبياء } . ونزل فيما ذكر من أمر عيسى [ بن مريم ] أنه يعبد من دون الله ، وعجب الوليد من حضره من حجته وخصومته : { ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون - 57 من سورة الزخرف } أي يصدون عن أمرك بذلك من قولهم . ثم ذكر عيسى بن مريم فقال : { إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل ، ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم - 59 إلى 61 من سورة الزخرف } . أي ما وضعت على يديه من الآيات : من احياء
241
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 1 صفحه : 241