responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن هشام الحميري    جلد : 1  صفحه : 206


عيانا ، ولجوا فيها هم عليه من الكفر ، فقال قائلهم : لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون ، أي اجعلوه لغوا وباطلا ، واتخذوه هزؤا لعلكم تغلبونه بذلك ، فإنكم إن ناظرتموه أو خاصمتموه [ يوما ] غلبكم .
فقال أبو جهل يوما وهو يهزأ برسول الله صلى الله عليه وسلم وما جاء به من الحق : يا معشر قريش ، يزعم محمدا أنما جنود الله الذين يعذبونكم في النار ويحبسونكم فيها تسعة عشر ، وأنتم أكثر الناس عددا ، وكثرة ، أفيعجز كل مئة رجل منكم عن رجل منهم ! فأنزل الله تعالى عليه في ذلك من قوله :
{ وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة ، وما جعلنا عدتهم إلى فتنة للذين كفروا - 21 من سورة المدثر } إلى آخر القصة ، فلما قال ذلك بعضهم لبعض ، جعلوا إذا جهروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقرآن وهو يصلى يتفرقون عنه ، ويأبون أن يستمعوا له ، فكان الرجل منهم إذا أراد أن يستمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض ما يتلو من القرآن وهو يصلى استرق السمع دونهم فرقا منهم ، فإن رأى أنهم قد عرفوا أنه يستمع منه ذهب خشية أذاهم فلم يستمع ، وإن خفض رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته ، فظن الذي يستمع أنهم لا يستمعون شيئا من قراءته ، وسمع هو شيئا دونهم أصاخ له يستمع منه .
قال ابن إسحاق : حدثني داود بن الحصين ، مولى عمرو بن عثمان ، أن عكرمة مولى ابن عباس حدثهم أن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما حدثهم :
إنما نزلت هذه الآية : { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا - 11 من سورة الإسراء } من أجل أولئك النفر . يقول :
لا تجهر بصلاتك فيتفرقوا عنك ، ولا تخافت بها فلا يسمعها من يحب أن يسمعها ممن يسترق ذلك دونهم لعله يرعوي إلى بعض ما يسمع فينتفع به .
أول من جهر بالقرآن قال ابن إسحاق : وحدثني يحيى بن عروة بن الزبير عن أبيه قال : كان أول

206

نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن هشام الحميري    جلد : 1  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست