نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 98
وكان باب هذه الدار إلى المسجد الحرام ، ثم صارت هذه الدار فيما بعد إلى حكيم بن حزام بعد بنى عبد الدار ، فباعها في زمن معاوية بمائة ألف درهم ، فلامه على بيعها معاوية وقال : بعت شرف قومك بمائة ألف . فقال : إنما الشرف اليوم بالتقوى ، والله لقد ابتعتها في الجاهلية بزق خمر ، وها أنا قد بعتها بمائة ألف ، وأشهدكم أن ثمنها صدقة في سبيل الله ، فأينا المغبون ! . ذكره الدارقطني في أسماء رجال الموطأ . وكانت إليه سقاية الحجيج ، فلا يشربون إلا من ماء حياضه ، وكانت زمزم إذ ذاك مطموسة من زمن جرهم قد تناسوا أمرها من تقادم عهدها ولا يهتدون إلى موضعها . قال الواقدي : وكان قصي أول من أحدث وقيد النار بالمزدلفة ليهتدي إليها من يأتي من عرفات . والرفادة وهي إطعام الحجيج أيام الموسم إلى أن يخرجوا راجعين إلى بلادهم . قال ابن إسحاق : وذلك أن قصيا فرضه عليهم ، فقال لهم : يا معشر قريش ، إنكم جيران الله ، وأهل مكة وأهل الحرم ، وإن الحجاج ضيف الله وزوار بيته ، وهم أحق بالضيافة ، فاجعلوا لهم طعاما وشرابا أيام الحج حتى يصدروا عنكم . ففعلوا ، فكانوا يخرجون لذلك في كل عام من أموالهم خرجا فيدفعونه إليه ، فيصنعه طعاما للناس أيام منى ، فجرى ذلك من أمره في الجاهلية حتى قام الاسلام ، ثم جرى في الاسلام إلى يومك هذا ، فهو الطعام الذي يصنعه السلطان كل عام بمنى للناس حتى ينقضي الحج . قلت : ثم انقطع هذا بعد ابن إسحاق . ثم أمر بإخراج طائفة من بيت المال فيصرف في حمل زاد وماء لأبناء السبيل القاصدين إلى الحج ، وهذا صنيع حسن من وجوه يطول ذكرها ، ولكن الواجب أن يكون ذلك من خالص بيت المال من أحل ما فيه ، والأولى أن يكون من جوالي الذمة لأنهم لا يحجون البيت العتيق ، وقد جاء في الحديث :
98
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 98