نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 81
وما زال شيث بالفضائل فاضلا * شريفا بريئا من ذميم المعائب وكلهم من نور آدم أقبسوا * وعن عوده أجنوا ثمار المناقب وكان رسول الله أكرم منجب * جرى في ظهور الطيبين المناجب مقابلة آباؤه أمهاته * مبرأة من فاضحات المثالب عليه سلام الله في كل شارق * ألاح لنا ضوءا وفى كل غارب هكذا أورد القصيدة الشيخ أبو عمر بن عبد البر وشيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي في تهذيبه ، من شعر الأستاذ أبى العباس عبد الله بن محمد الناشئ المعروف بابن شرشير . أصله من الأنبار ورد بغداد ثم ارتحل إلى مصر ، فأقام بها حتى مات سنة ثلاث وتسعين ومائتين ، وكان متكلما معتزليا ، يحكى عنه الشيخ أبو الحسن الأشعري في كتابه " المقالات " فيما يحكى عن المعتزلة . وكان شاعرا مطبقا حتى أن من جملة اقتداره على الشعر كان يعاكس الشعراء في المعاني ، فينظم في مخالفتهم ويبتكر مالا يطيقونه من المعاني البديعة والألفاظ البليغة ، حتى نسبه بعضهم إلى التهوس والاختلاط . وذكر الخطيب البغدادي أن له قصيدة على قافية واحدة قريبا من أربعة آلاف بيت ذكرها الناجم ، وأرخ وفاته كما ذكرنا . قلت : وهذه القصيدة تدل على فضيلته وبراعته وفصاحته وبلاغته وعلمه وفهمه وحفظه وحسن لفظه وإطلاعه واضطلاعه ، واقتداره على نظم هذا النسب الشريف في سلك شعره وغوصه على هذه المعاني التي هي جواهر نفيسة من قاموس بحره . فرحمه الله وأثابه وأحسن مصيره وإيابه .
81
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 81