نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 55
خبر ملوك الطوائف وأما صاحب الحضر وهو ساطرون ، فقد تقدم أنه كان مقدما على سائر ملوك الطوائف ، وكان من زمن إسكندر بن فلبيس المقدوني اليوناني ، وذلك لأنه لما غلب على ملك الفرس دارا بن دارا ، وأذل مملكته وخرب بلاده واستباح بيضة قومه ونهب حواصله ، ومزق شمل الفرس شذر مذر ، عزم أن لا يجتمع لهم بعد ذلك شمل ولا يلتئم لهم أمر . فجعل يقر كل ملك على طائفة من الناس في إقليم من أقاليم الأرض ما بين عربها وأعاجمها ، فاستمر كل ملك منهم يحمى حوزته ويحفظ حصته ويستغل محلته ، فإذا هلك قام ولده من بعده أو أحد قومه ، فاستمر الامر كذلك قريبا من خمسمائة سنة . حتى كان أردشير بن بابك من بني ساسان بن بهمن بن أسفنديار بن يشتاسب بن لهراسب ، فأعاد ملكهم إلى ما كان عليه ، ورجعت الممالك برمتها إليه ، وأزال ممالك ملوك الطوائف ، ولم يبق منهم تالد ولا طارف ، وكان تأخر عليه حصار صاحب الحضر الذي كان أكبرهم وأشدهم وأعظمهم إذ كان رئيسهم ومقدمهم ، فلما مات أردشير تصدى له ولده سابور فحاصره حتى أخذه ، كما تقدم والله سبحانه وتعالى أعلم .
55
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 55