نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 485
حزنه عليهم [ وخبر ] [1] ما سألوه عنه من أمر الفتية والرجل الطواف ، وقال الله تعالى : " ويسألونك عن الروح ، قل الروح من أمر ربى ، وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " . وقد تكلمنا على ذلك كله في التفسير مطولا ، فمن أراده فعليه بكشفه من هناك . ونزل قوله : " أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا " . ثم شرع في تفصيل أمرهم ، واعترض في الوسط بتعليمه الاستثناء تحقيقا لا تعليقا في قوله " ولا تقولن لشئ إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله ، واذكر ربك إذا نسيت " . ثم ذكر قصة موسى لتعلقها بقصة الخضر ، ثم ذي القرنين ، ثم قال : " ويسألونك عن ذي القرنين ، قل سأتلو عليكم منه ذكرا " ثم شرح أمره وحكى خبره . وقال في سورة سبحان : " ويسألونك عن الروح ، قل الروح من أمر ربى " . أي خلق عجيب من خلقه ، وأمر من أمره ، قال لها كوني فكانت ، وليس لكم الاطلاع على كل ما خلقه ، وتصوير حقيقته في نفس الامر يصعب عليكم بالنسبة إلى قدرة الله تعالى وحكمته ، ولهذا قال : " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " . وقد ثبت في الصحيحين أن اليهود سألوا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة ، فتلا عليهم هذه الآية .