نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 457
لما نزل " وأنذر عشيرتك الأقربين " قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " يا فاطمة بنت محمد ، يا صفية بنت عبد المطلب ، يا بنى عبد المطلب ، لا أملك لكم من الله شيئا ، سلوني من مالي ما شئتم " . ورواه مسلم أيضا . وقال الحافظ أبو بكر البيهقي في الدلائل : أخبرنا محمد بن عبد الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، حدثنا يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق ، قال : فحدثني من سمع عبد الله بن الحارث بن نوفل ، واستكتمني اسمه ، عن ابن عباس ، عن علي بن أبي طالب . قال : لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم " وأنذر عشيرتك الأقربين ، واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين " . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عرفت أني إن بادأت بها قومي رأيت منهم ما أكره ، فصمت . فجاءني جبريل عليه السلام فقال : يا محمد إن لم تفعل ما أمرك به ربك عذبك بالنار " . قال : فدعاني فقال " يا علي إن الله قد أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين ، فاصنع لنا يا علي شاة على صاع من طعام ، وأعد لنا عس [1] لبن ، ثم أجمع لي بني عبد المطلب " . ففعلت ، فاجتمعوا له يومئذ ، وهم أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصون ، فيهم أعمامه : أبو طالب ، وحمزة ، والعباس ، وأبو لهب الكافر الخبيث . فقدمت إليهم تلك الجفنة ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم منها حذية [2] فشقها بأسنانه ثم رمى بها في نواحيها وقال : " كلوا بسم الله " فأكل القوم حتى نهلوا عنه ، ما نرى إلا آثار أصابعهم ، والله إن كان الرجل ليأكل مثلها . ثم قال رسول الله صلى الله