نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 423
قال : وكانت فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي وأنا أكتب ، فلما نزل الوحي كادت فخذه ترض فخذي . وفى صحيح مسلم من حديث همام بن يحيى ، عن عطاء ، عن يعلى بن أمية . قال قال لي عمر : أيسرك أن تنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوحى إليه ؟ فرفع طرف الثوب عن وجهه وهو يوحى إليه بالجعرانة ، فإذا هو محمر الوجه . وهو يغط كما يغط البكر [1] . وثبت في الصحيحين من حديث عائشة لما نزل الحجاب ، وأن سودة خرجت بعد ذلك إلى المناصع ليلا ، فقال عمر : قد عرفناك يا سودة . فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته وهو جالس يتعشى والعرق في يده ، فأوحى الله إليه والعرق في يده ، ثم رفع رأسه فقال : " إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن " . فدل هذا على أنه لم يكن الوحي يغيب عنه إحساسه بالكلية ، بدليل أنه جالس ولم يسقط العرق أيضا من يده صلوات الله وسلامه دائما عليه . وقال أبو داود الطيالسي : حدثنا عباد بن منصور ، حدثنا عكرمة ، عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه الوحي تربد لذلك جسده ووجهه وأمسك عن أصحابه ولم يكلمه أحد منهم . وفى مسند أحمد وغيره من حديث ابن لهيعة حدثني يزيد بن أبي حبيب ، عن عمرو بن الوليد ، عن عبد الله بن عمرو قلت : يا رسول الله هل تحس بالوحي ؟ قال : " نعم أسمع صلاصل ثم أثبت عند ذلك ، وما من مرة يوحى إلى إلا ظننت أن نفسي تفيظ [2] منه " . وقال أبو يعلى الموصلي : حدثنا إبراهيم بن الحجاج ، حدثنا عبد الواحد بن زياد ، حدثنا
[1] البكر : ولد الناقة ، أو الفتى منها . [2] تفيظ : تقبض .
423
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 423