نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 399
فلما خلا ناداه : يا محمد ، قل ( بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ) حتى بلغ ( ولا الضالين ) قل : لا إله إلا الله . فأتى ورقة فذكر له ذلك ، فقال له ورقة : أبشر ثم أبشر . فأنا أشهد أنك الذي بشر بك ابن مريم ، وإنك على مثل ناموس موسى ، وإنك نبي مرسل ، وإنك ستؤمر بالجهاد بعد يومك هذا ، ولئن أدركني ذلك لأجاهدن معك . فلما توفى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد رأيت القس في الجنة عليه ثياب الحرير ، لأنه آمن بي وصدقني " يعنى ورقة . هذا لفظ البيهقي ، وهو مرسل ، وفيه غرابة وهو كون الفاتحة أول ما نزل . وقد قدمنا من شعره ما يدل على إضماره الايمان وعقده عليه وتأكده عنده ، وذلك حين أخبرته خديجة ما كان من أمره مع غلامها ميسرة ، وكيف كانت الغمامة تظلله في هجير القيظ ، فقال ورقة في ذلك أشعارا قدمناها قبل هذا ، منها قوله : لججت وكنت في الذكرى لجوجا * لأمر طالما بعث النشيجا ووصف من خديجة بعد وصف * فقد طال انتظاري يا خديجا ببطن المكتين على رجائي * حديثك أن أرى منه خروجا بما خبرتنا من قول قس * من الرهبان أكره أن يعوجا بأن محمدا سيسود قوما * ويخصم من يكون له حجيجا ويظهر في البلاد ضياء نور * يقيم به البرية أن تعوجا فيلقى من يحاربه خسارا * ويلقى من يسالمه فلوجا فيا ليتي إذا ما كان ذاكم * شهدت وكنت أولهم ولوجا
399
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 399