نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 377
فبعثني إليهم وقال : " عليك بالقول السديد ، ولا تكن فظا ولا متكبرا ولا حسودا " . فأتيت قومي فقلت لهم : يا بنى رفاعة ثم يا بنى جهينة ، إني رسول من رسول الله إليكم ، أدعوكم إلى الجنة ، وأحذركم النار ، وآمركم بحقن الدماء ، وصلة الأرحام ، وعبادة الله ، ورفض الأصنام ، وحج البيت ، وصيام شهر رمضان ، شهر من اثنى عشر شهرا . فمن أجاب فله الجنة . ومن عصى فله النار ، يا معشر جهينة : إن الله ، وله الحمد ، جعلكم خيار من أنتم منه ، وبغض إليكم في جاهليتكم ما حبب إلى غيركم من الرفث ، لأنهم كانوا يجمعون بين الأختين ، ويخلف الرجل على امرأة أبيه ، والترات في الشهر الحرام . فأجيبوا هذا النبي المرسل صلى الله عليه وسلم من بنى لؤي بن غالب ، تنالوا شرف الدنيا وكرامة الآخرة ، سارعوا سارعوا في ذلك يكون لكم فضيلة عند الله . فأجابوا إلا رجلا منهم قام فقال : يا عمرو بن مرة ، أمر الله عليك عيشك ! ، أتأمرنا أن أن نرفض آلهتنا ونفرق جماعتنا بمخالفة دين آبائنا إلى ما يدعو هذا القرشي من أهل تهامة ؟ لا ولا مرحبا ولا كرامة ، ثم أنشأ يقول : إن ابن مرة قد أتى بمقالة * ليست مقالة من يريد صلاحا إني لأحسب قوله وفعاله * يوما وإن طال الزمان رياحا أنسفه الأشياخ ممن قد مضى * من رام ذلك لا أصاب فلاحا فقال عمرو بن مرة : الكاذب منى ومنك أمر الله عيشه وأبكم لسانه ، وأكمه بصره . قال عمرو بن مرة : والله ما مات حتى سقط فوه ، وكان لا يجد طعم الطعام ، وعمى وخرس . وخرج عمرو بن مرة ومن أسلم من قومه حتى أتوا النبي صلى الله عليه وسلم ، فرحب
377
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 377