نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 354
طامث ؟ فقلنا : ومن لنا بها ؟ فقال شيخ منا : هي والله عندي عفيفة الام فقلنا فعجلها . فأتى بالجارية وطلع الجبل وقال للجارية : اطرحي ثوبك واخرجي في وجوههم ، وقال للقوم : اتبعوا أثرها ، وقال لرجل منا يقال له أحمد بن حابس : يا أحمد بن حابس ، عليك أول فارس . فحمل أحمد فطعن أول فارس فصرعه وانهزموا فغنمناهم . قال : فابتنينا عليهم بيتا وسميناه ذا الخلصة ، وكان لا يقول لنا شيئا إلا كان كما يقول . حتى إذا كان مبعثك يا رسول الله قال لنا يوما : يا معشر دوس ، نزلت بنو الحارث ابن كعب . فركبنا فقال لنا : اكدسوا الخيل كدسا ، واحشوا القوم رمسا ، انفوهم غدية ، واشربوا الخمر عشية . قال : فلقيناهم فهزمونا وغلبونا فرجعنا إليه فقلنا : ما حالك وما الذي صنعت بنا ؟ فنظرنا إليه وقد احمرت عيناه ، وانتصبت أذناه وانبرم غضبانا حتى كاد أن ينفطر وقام . فركبنا واغتفرنا هذه له ومكثنا بعد ذلك حينا ، ثم دعانا فقال : هل لكم في غزوة تهب لكم عزا وتجعل لكم حرزا ويكون في أيديكم كنزا ؟ فقلنا : ما أحوجنا إلى ذلك . فقال اركبوا . فركبنا فقلنا : ما تقول ؟ فقال : بنو الحارث بن مسلمة . ثم قال : قفوا ، فوقفنا ثم قال : عليكم بفهم ، ثم قال ليس لكم فيهم دم ، عليكم بمضر ، هم أرباب خيل ونعم . ثم قال : لا ، رهط دريد بن الصمة قليل العدد وفى الذمة . ثم قال لا ، ولكن عليكم بكعب بن ربيعة وأسكنوها ضيعة عامر بن صعصعة ، فليكن بهم الوقيعة . قال : فلقيناهم فهزمونا وفضحونا ، فرجعنا وقلنا : ويلك ماذا تصنع بنا . قال : ما أدرى كذبني الذي يصدقني . اسجنوني في بيتي ثلاثا ثم ائتوني . ففعلنا به ذلك ثم أتيناه بعد ثالثة ففتحنا عنه فإذا هو كأنه حجرة نار ، فقال : يا معشر
354
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 354