نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 329
إذ نادينا ) قال : نودوا : يا أمة محمد استجبت لكم قبل أن تدعوني ، وأعطيتكم قبل أن تسألوني . وذكر وهب بن منبه أن الله تعالى أوحى إلى داود في الزبور : يا داود إنه سيأتي من بعدك نبي اسمه أحمد ومحمد ، صادقا سيدا لا أغضب عليه أبدا ، ولا يغضبني أبدا ، وقد غفرت له قبل أن يعصيني ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وأمته مرحومة ، أعطيتهم من النوافل مثل ما أعطيت الأنبياء ، وفرضت عليهم الفرائض التي افترضت على الأنبياء والرسل ، حتى يأتوني يوم القيامة ونورهم مثل نور الأنبياء . إلى أن قال : يا داود إني فضلت محمدا وأمته على الأمم كلها . والعلم بأنه موجود في كتب أهل الكتاب معلوم من الدين ضرورة ، وقد دل على ذلك آيات كثيرة في الكتاب العزيز تكلمنا عليها في مواضعها ولله الحمد . فمن ذلك قوله ( الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون ، وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين ) [1] . وقال تعالى : ( الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون ) [2] . وقال تعالى ( إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا [3] ) أي إن كان وعدنا ربنا بوجود محمد وإرساله لكائن لا محالة . فسبحان القدير على ما يشاء لا يعجزه شئ . وقال تعالى إخبارا عن القسيسين والرهبان : ( وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول
[1] سورة القصص 52 ، 53 [2] سورة البقرة 146 [3] سورة الإسراء 107 ، 108
329
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 329