نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 325
الزراع ليغيظ بهم الكفار . وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما ) . وإني أنشدكم بالله وبالذي أنزل عليكم ، وأنشدكم بالذي أطعم من كان قبلكم من أسلافكم وأسباطكم المن والسلوى ، وأنشدكم بالذي أيبس البحر لآبائكم حتى أنجاكم من فرعون وعمله ، إلا أخبرتمونا هل تجدون فيما أنزل الله عليكم أن تؤمنوا بمحمد ؟ فإن كنتم لا تجدون ذلك في كتابكم فلا كره عليكم قد تبين الرشد من الغى . وأدعوكم إلى الله وإلى نبيه صلى الله عليه وسلم " . وقد ذكر محمد بن إسحاق بن يسار في كتاب " المبتدأ " عن سعيد بن بشير ، عن قتادة عن كعب الأحبار ، وروى غيره عن وهب بن منبه أن بختنصر بعد أن خرب بيت المقدس ، واستذل بني إسرائيل بسبع سنين ، رأى في المنام رؤيا عظيمة هالته ، فجمع الكهنة والحزار ، وسألهم عن رؤياه تلك . فقالوا : ليقصها الملك حتى نخبره بتأويلها . فقال : إني نسيتها ، وإن لم تخبروني بها إلى ثلاثة أيام قتلتكم عن آخركم . فذهبوا خائفين وجلين من وعيده . فسمع بذلك دانيال عليه السلام وهو في سجنه . فقال للسجان : اذهب إليه فقل له : إن هاهنا رجلا عنده علم رؤياك وتأويلها . فذهب إليه فأعلمه فطلبه ، فلما دخل عليه لم يسجد له . فقال له : ما منعك من السجود لي ؟ فقال : إن الله آتاني علما وعلمني وأمرني أن لا أسجد لغيره . فقال له بختنصر : إني أحب الذين يوفون لأربابهم بالعهود . فأخبرني عن رؤياي . قال له دانيال : رأيت صنما عظيما رجلاه في الأرض ورأسه في السماء ، أعلاه من ذهب ووسطه فضة ، وأسفله من نحاس ، وساقاه من حديد ، ورجلاه من فخار ، فبينا أنت تنظر إليه قد أعجبك حسنه وإحكام صنعته قذفه الله بحجر من السماء ، فوقع على قمة رأسه حتى طحنه
325
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 325