نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 284
فصل وذكر ابن إسحاق ما كانت قريش ابتدعوه في تسميتهم الحمس ، وهو الشدة في الدين والصلابة . وذلك لأنهم عظموا الحرم تعظيما زائدا بحيث التزموا بسببه أن لا يخرجوا منه ليلة عرفة . وكانوا يقولون : نحن أبناء الحرم وقطان بيت الله . فكانوا لا يقفون بعرفات مع علمهم أنها مشاعر إبراهيم عليه السلام ، حتى لا يخرجوا عن نظام ما كانوا قرروه من البدعة الفاسدة . وكانوا لا يدخرون من اللبن أقطا ولا سمنا ولا يسلون شحما وهم حرم . ولا يدخلون بيتا من شعر ولا يستظلون إن استظلوا إلا ببيت من أدم . وكانوا يمنعون الحجيج والعمار - ما داموا محرمين - أن يأكلوا إلا من طعام قريش ، ولا يطوفوا إلا في ثياب قريش ، فإن لم يجد أحد منهم ثوب أحد من الحمس ، وهم قريش وما ولدوا ومن دخل معهم من كنانة وخزاعة ، طاف عريانا ، ولو كانت امرأة ، ولهذا كانت المرأة إذا اتفق طوافها لذلك وضعت يدها على فرجها وتقول : اليوم يبدو بعضه أو كله * وما بدا منه فلا أحله فإن تكرم أحد ممن يجد ثوب أ ؟ مس فطاف في ثياب نفسه فعليه إذا فرغ من الطواف أن يلقيها فلا ينتفع بها بعد ذلك . وليس له ولا لغيره أن يمسها . وكانت العرب تسمى تلك الثياب : " اللقى " قال بعض الشعراء . كفى حزنا كرى عليه كأنه * لقى بين أيدي الطائفين حريم قال ابن إسحاق : فكانوا كذلك حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم وأنزل
284
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 284