نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 280
وفى الصفح الثاني : إني أنا الله ذو بكة ، خلقت الرحم وشققت لها من اسمى ، فمن وصلها وصلته ، ومن قطعها بتته ؟ . وفى الصفح الثالث : إني أنا الله ذو بكة ، خلقت الخير والشر وقدرته ، فطوبى لمن أجريت الخير على يديه ، وويل لمن أجريت الشر على يديه . قال ابن إسحاق : ثم إن القبائل من قريش جمعت الحجارة لبنائها ، كل قبيلة تجمع على حدة . ثم بنوها حتى بلغ البناء موضع الركن ، فاختصموا فيه ، كل قبيلة تريد أن ترفعه إلى موضعه دون الأخرى . حتى تحاوروا [1] وتحالفوا ، وأعدوا للقتال فقربت بنو عبد الدار جفنة مملوءة دما ، ثم تعاقدوا هم وبنو عدى بن كعب بن لؤي على الموت ، وأدخلوا أيديهم في ذلك الدم في تلك الجفنة . فسموا لعقة الدم . فمكثت قريش على ذلك أربع ليال أو خمسا ، ثم إنهم اجتمعوا في المسجد فتشاوروا وتناصفوا . فزعم بعض أهل الرواية أن أبا أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر [2] بن مخزوم - وكان عامئذ أسن قريش كلها ، قال : يا معشر قريش اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول من يدخل من باب هذا المسجد يقضى بينكم فيه ، ففعلوا . فكان أول داخل دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رأوه قالوا : هذا الأمين رضينا ، هذا محمد . فلما انتهى إليهم وأخبروه الخبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هلموا إلى ثوبا " . فأتى به وأخذ الركن فوضعه فيه بيده ثم قال : " لتأخذ كل قبيلة
[1] وتروى : تحاوزوا بالزاي . أي انحازت كل قبيلة إلى جهة . وفى ط : تحاوروا أو تحالفوا وهو خطأ [2] ط : عمرو ، وهو خطأ .
280
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 280