نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 258
أحمد بن داود السمناني ، حدثنا معلى بن مهدي ، حدثنا أبو عوانة ، عن عمر بن أبي سلمة ، عن أبيه ، عن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى عليه وسلم : " ما شهدت حلفا لقريش إلا حلف المطيبين ، وما أحب أن لي حمر النعم وأنى كنت نقضته " . قال : والمطيبون هاشم ، وأمية ، وزهرة ، ومخزوم . قال البيهقي : كذا روى هذا التفسير مدرجا في الحديث ولا أدرى قائله . وزعم بعض أهل السير أنه أراد حلف الفضول ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدرك حلف المطيبين . قلت : هذا لا شك فيه ، وذلك أن قريشا تحالفوا بعد موت قصي وتنازعوا في الذي كان جعله قصي لابنه عبد الدار من السقاية ، والرفادة ، واللواء ، والندوة ، والحجابة ، ونازعهم فيه بنو عبد مناف وقامت مع كل طائفة قبائل من قريش وتحالفوا على النصرة لحزبهم . فأحضر أصحاب بنى عبد مناف جفنة فيها طيب ، فوضعوا أيديهم فيها وتحالفوا . فلما قاموا مسحوا أيديهم بأركان البيت . فسموا المطيبين كما تقدم وكان هذا قديما . ولكن المراد بهذا الحلف حلف الفضول وكان في دار عبد الله بن جدعان كما رواه الحميدي ، عن سفيان بن عيينة ، عن عبد الله ، عن محمد وعبد الرحمن ابني أبى بكر قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا لو دعيت به في الاسلام لأجبت ، تحالفوا أن يردوا الفضول على أهلها وألا يعز [1] ظالم مظلوما " . قالوا : وكان حلف الفضول قبل المبعث بعشرين سنة في شهر ذي القعدة ، وكان بعد حرب الفجار بأربعة أشهر . وذلك لان الفجار كان في شعبان من هذه السنة .
[1] الأصل : يعد وما أثبته من الروض الأنف . ومعنى يعز : يغلب .
258
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 258