نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 217
تلفه في الريح بوغاء الدمن * كأنما حثحث من حضني ثكن [1] قال : فلما سمع سطيح شعره رفع رأسه يقول : عبد المسيح ، على جمل مشيح ، أتى سطيح ، وقد أوفى على الضريح ، بعثك ملك بنى ساسان ، لارتجاس الايوان ، وخمود النيران ، ورؤيا الموبذان ، رأى إبلا صعابا ، تقود خيلا عرابا ، قد قطعت دجلة ، وانتشرت في بلادها . يا عبد المسيح إذا كثرت التلاوة ، وظهر صاحب الهراوة ، وفاض وادى السماوة ، وغاضت بحيرة ساوة ، وخمدت نار فارس ، فليس الشام لسطيح شاما . يملك منهم ملوك وملكات ، على عدد الشرفات وكلما هو آت آت . ثم قضى سطيح مكانه . فنهض عبد المسيح إلى راحلته وهو يقول : شمر فإنك ماضي العزم شمير * لا يفزعنك تفريق وتغيير إن يمس ملك بنى ساسان أفرطهم * فإن ذا الدهر أطوار دهارير فربما ربما اضحوا بمنزلة * يخاف صولهم الأسد المهاصير منهم أخو الصرح بهرام وإخوته * والهرمزان وسابور وسابور والناس أولاد علات فمن علموا * أن قد أقل فمحقور ومهجور ورب قوم لهم صحبان ذي أذن * بدت تلهيهم فيه المزامير وهم بنو الام إما إن رأوا نشبا * فذاك بالغيب محفوظ ومنصور
[1] البوغاء : التراب الناعم . والدمن : ما تدمن منه ، أي تجمع وتلبد . وتشهد له الرواية الأخرى : * تلفحه الريح ببوغاء الدمن * وحثحث : حرك . والثكن : جبل . وقد وردت هذه القصة في لسان العرب 3 / 312 ، وفى الاكتفا للكلاعي بتحقيقي باختلاف وزيادة ونقص قال الأزهري وهو حديث حسن غريب .
217
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 217