نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 204
صفة مولده الشريف عليه الصلاة والسلام قد تقدم أن عبد المطلب لما ذبح تلك الإبل المائة عن ولده عبد الله ، حين كان نذر ذبحه فسلمه الله تعالى ، لما كان قدر في الأزل من ظهور النبي الأمي صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل وسيد ولد آدم من صلبه ، ذهب كما تقدم فزوجه أشرف عقيلة في قريش ، آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة الزهرية ، فحين دخل بها وأفضى إليها حملت برسول الله صلى الله عليه وسلم . وقد كانت أم قتال رقيقة بنت نوفل ، أخت ورقة بن نوفل ، توسمت ما كان بين عيني عبد الله قبل أن يجامع آمنة من النور ، فودت أن يكون ذلك متصلا بها لما كانت تسمع من أخيها من البشارات بوجود محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنه قد أزف زمانه فعرضت نفسها عليه . قال بعضهم : ليتزوجها وهو أظهر . والله أعلم ، فامتنع عليها ، فلما انتقل ذلك النور الباهر إلى آمنة بمواقعته إياها كأنه ندم على ما كانت عرضت عليه . فتعرض لها لتعاوده . فقالت : لا حاجة لي فيك . وتأسفت على ما فاتها من ذلك وأنشدت في ذلك ما قدمناه من الشعر الفصيح البليغ . وهذه الصيانة لعبد الله ليست له وإنما هي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنه كما قال تعالى " الله أعلم حيث يجعل رسالته " . وقد تقدم الحديث المروى من طريق جيد أنه قال عليه الصلاة والسلام : " ولدت من نكاح لا من سفاح " . والمقصود أن أمه حين حملت به توفى أبوه عبد الله وهو حمل في بطن أمه على المشهور . قال محمد بن سعد : حدثنا محمد بن عمر ، هو الواقدي ، حدثنا موسى بن عبيدة اليزيدي ،
204
نام کتاب : السيرة النبوية نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 204