وذكر ابن إسحاق حديث جبير بن مطعم حين أتي عمر بسيف النعمان بن المنذر ، وكان جبير أنسب الناس الحديث . وذكر الطبري أن سيف النعمان بن المنذر إنما أتي به عمر حين افتتحت المدائن ، وكانت بها خرائب كسرى وذخائره ، فلما غلب عليها فر إلى إصطخر ، فأخذت أمواله ونفائس عدده ، وأخذ له خمسة أسياف لم ير مثلها . أحدها : سيف كسرى أبرويز ، وسيف كسرى أنوشروان وسيف النعمان بن المنذر الذي كان استلبه منه ، حين قتله غضباً عليه ، وألقاه إلى الفيلة فخبطته بأيديها ، حتى مات . وقال الطبري : إنما مات في سجنه في الطاعون الذي كان في الفرس ، وسيف خاقان ملك الترك ، وسيف هرقل ، وكان تصير إلى كسرى أيام غلبته على الروم في المدة التي ذكرها الله تعالى في قوله : « ألم غُلِبت الرُّومُ في أدْنى الأرض » الآية . فهذا كان سبب تصير سيف النعمان إلى كسرى أبرويز ، ثم إلى كسرى يزدجرد ، ثم إلى عمر رضي الله عنه وكان الذي قتل النعمان منهم أبرويز بن هرمز بن أنو شروان وكان لأبرويز فيما ذكر