وقوله : وميت بغزات . هي : غزة ، ولكنهم يجعلون لكل ناحية أو لكل ربض من البلدة اسم البلدة ، فيقولون : غزات في غزة ، ويقولون في بغدان : بغادين ، كما قال بعض المحدثين : شربنا في بغادين * على تلك الميادين ولهذا نظائر ستمر في الكتاب إن شاء الله ومن هذا الباب : حكمهم للبغض بحكم الكل ، كما سموه باسمه ، نحو قولهم : شرقت صدر القناة من الدم ، وذهبت بعض أصابعه ، وتواضعت سور المدينة . وقد تركبت على هذا الأصل مسألة من الفقه : قال الفقهاء ، أو أكثرهم : من حلف ألا يأكل هذا الرغيف ، فأكل بعضه ، فقد حنث ، فحكموا للبعض بحكم الكل ، وأطلقوا عليه اسمه . وفيه : إن المغيرات وأبناءها * من خير أحياء وأموات فالمغيرات : بنو المغيرة ، وهو عبد مناف ، كما قالوا : المناذرة في بني المنذر ، والأشعرون في بني أشعر بن أدد ، كما قال علي بن عبد الله بن عباس في ابن الزبير : آثر علي الحميدات والتويتات والأسامات ، يعني : بني حميد ، وبني تويت ، وبني أسامة ، وهم من بني أسد بن عبد العزى . وفيه « شرقي البنيات » يعني : البينة ، وهي : الكعبة ، وهو نحو مما تقدم في غزوات . شرح مفردات قصيدة مطرود بن كعب الأخرى : وأنشد له في القصيدة التاوية : محض الضريبة ، عالي الهم مختلق : أي عظيم الخلق : جلد النحيزة ناء بالعظيمات . ليس قوله : ناء من النأي ، فتكون الهمزة فيه عين الفعل ، وإنما هو من ناء ينوء إذا نهض فالهمزة فيه لام الفعل ، كما هو في جاء عند النخيل ، فإنه عنده مقلوب ، ووزنه : فالع ، والياء التي بعد الهمزة هي : عين الفعل في جاء يجيء .