صوته ، وقال المسعودي : سميت زمزم ؛ لأن الفرس كانت تحج إليها في الزمن الأول ، فزمزمت عليها . والزمزمة : صوت يخرجه الفرس من خياشيمها عند شرب الماء . وقد كتب عمر رضي الله عنه إلى عماله : أن انهو الفرس عن الزمزمة ، وأنشد المسعودي : زمزمت الفرس على زمزم * وذاك في سالفها الأقدم وذكر البرقي عن ابن عباس رضي الله عنه أنها سميت : زمزم لأنها زمت بالتراب ؛ لئلا يأخذ الماء يميناً وشمالاً ، ولو تركت لساحت على الأرض حتى تملأ كل شيء . وقال ابن هشام : والزمزمة عند العرب : الكثرة والاجتماع قال الشاعر : وباشرت معطنها المدهثما * ويمّمت زمزومها المزمزما < فهرس الموضوعات > سبب انتقال هاجر وإسماعيل إلى مكة < / فهرس الموضوعات > سبب انتقال هاجر وإسماعيل إلى مكة : وكان سبب إنزال إنزال هاجر وابنها إسماعيل بمكة ونقلها إليها من الشام أن سارة بنت عم إبراهيم عليه السلام شجر بينها وبين هاجر أمر ، وسماء ما بينهما ، فأمر إبراهيم أن يسير بها إلى مكة ، فاحتملها على البراق واحتمل معه قربة بماء ومزود تمر ، وسار بها حتى أنزلها بمكة في موضع البيت ، ثم ولى راجعاً عوده على بدئه ، وتبعته هاجر وهي تقول : الله أمرك أن تدعني ، وهذا الصبي في هذا البلد الموحش ، وليس معنا أنيس ؟ ! فقال : نعم ، فقالت : إذاً لا يضيعنا ، فجعلت تأكل من التمر ، وتشرب من ماء القربة ، حتى نفد الماء ، وعطش الصبي ، وجعل ينشغ للموت ، وجعلت هي تسعى من الصفا إلى المروة ، ومن المروة إلى الصفا ؛ لترى أحداً ، حتى سمعت صوتاً عند الصبي ، فقالت : قد سمعت ، إن كان عندك غوث ، ثم جاءت الصبي ، فإذا الماء ينبغ من تحت خده ، فجعلت تغرف بيديها ، وتجعل في القربة . قال النبي صلى الله عليه وسلم : لو تركته لكانت عيناً ، أو قال : نهراً معيناً وكلمها الملك ، وهو جبريل عليه السلام وأخبرها أنها مقر ابنها وولده إلى يوم القيامة ، وأنها موضع بيت الله الحرام ، ثم ماتت هاجر ، وإسماعيل عليه السلام ابن عشرين سنة ، وقبرها في الحجر ، وثم قبر إسماعيل عليه السلام وكان الحجر قبل بناء البيت زرباً لغنم إسماعيل صلى الله عليه وسلم ويقال : إن أول بلد ميرت منه أم إسماعيل عليه السلام ، وابنها التمر : القرية التي كانت تعرف بالفرع من ناحية المدينة ، والله أعلم . < فهرس الموضوعات > قطورا وجرهم ينزلون على هاجر < / فهرس الموضوعات > قطورا وجرهم ينزلون على هاجر : وذكر نزول جرهم ، وقطورا على أم إسماعيل هاجر ، وجرهم : هو قحطان بن عامر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح ، ويقال : جرهم بن عابر ، وقد قيل : إنه كان مع نوح عليه السلام في السفينة ، وذلك أنه من ولد ولده ، وهم من العرب العاربة ، ومنهم تعلم إسماعيل العربية . وقيل : إن الله تعالى أنطقه بها إنطاقاً ، وهو ابن أربع عشرة سنة . وأما قطورا ، فهو قطورا بن كركر .