responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدر النظيم نویسنده : يوسف بن حاتم الشامي المشغري العاملي    جلد : 1  صفحه : 86


حتى نزلنا مكة ، ولقد رأيت طائرين قد ألفاه لا يفارقانه ، فلما كان عند رجوعنا ونزلنا سمعتهما يقولان : انزل في حفظ الله وكنفه ، والله لقد همت بك اليهود ليغتالوك فلو فعلوا لمسحت أعينهم ، ثم غابا [1] .
وروي عن ابن عباس ، عن أبيه ، عن أبي طالب أن بحيرا الراهب قال للنبي ( عليه السلام ) : يا من بهاء نور الدنيا من نوره ، يا من بذكره تعمر المساجد ، كأني بك وقد قدت الأجناد والخيل وقد تبعك العرب والعجم طوعا وكرها ، وكأن اللات والعزى قد كسرتهما ، وقد صار البيت العتيق لا يملكه غيرك تضع مفاتيحه حيث تريد ، كم من بطل من قريش والعرب تصرعه ، وأنت مفتاح الجنان ، ومعك الذبح الأكبر وهلاك الأصنام ، أنت الذي لا تقوم الساعة حتى تدخل الملوك كلها في دينك صاغرة قميئة [2] . فلم يزل يقبل رجليه مرة ويديه مرة ويقول : إن أدركت زمانك لأضربن بين يديك بالسيف ضرب الزند بالزند ، أنت سيد ولد آدم ، وسيد المرسلين ، وإمام المتقين ، وخاتم النبيين ، والله لقد بكت البيع والأصنام والشياطين فهي باكية إلى يوم القيامة . أنت دعوة إبراهيم ، وبشرى عيسى ، أنت المقدس المطهر من أنجاس الجاهلية .
وقال لأبي طالب : أرى لك أن ترده إلى بلده عن هذا الوجه ، فإنه ما بقي على وجه الأرض يهودي ولا نصراني ولا صاحب كتاب إلا وقد علم بولادة هذا الغلام ، ولئن عرفوا منه ما عرفت أنا منه لابتغوه شرا ، أكثر ذلك هؤلاء اليهود .
فقال أبو طالب : ولم ذاك ؟
قال : لأنه كائن لابن أخيك - هذا - النبوة والرسالة ، ويأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى بن عمران وعيسى بن مريم .
قال أبو طالب : كلا لم يكن الله ليضيعه .
قال : ثم خرجنا إلى الشام [3] .



[1] كتاب العدد ( مخطوط ) .
[2] قميئة : أي ذليلة .
[3] كمال الدين وتمام النعمة : ج 1 ص 185 - 186 ذيل ح 33 .

86

نام کتاب : الدر النظيم نویسنده : يوسف بن حاتم الشامي المشغري العاملي    جلد : 1  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست