أطلعه على أسرار وعلوم ما اطلع عليها غيره من القرابة والصحابة ، وكلا الوجهين يدلان على فضل عظيم وخطر جسيم . ذكر الحافظ أحمد بن مردويه حديث قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) " إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي " من تسعة وثمانين طريقا ، نحن ذاكرون منها ما يتهيأ لئلا يطول بذلك الكتاب . قال : حدثنا سليمان بن أحمد ، حدثنا محمد بن عثمان ، حدثنا النضر بن سعيد أبو صهيب ، قال : وحدثنا الحضرمي ، حدثنا جعفر بن حميد ، حدثنا عبد الله بن بكير ، عن حكيم بن جبير ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم ، قال : نزل النبي ( صلى الله عليه وآله ) يوما الجحفة ثم أقبل على الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إني لا أجد لنبي إلا نصف عمر الذي كان قبله ، واني أوشك أن ادعى فأجيب ، فما أنتم قائلون ؟ قالوا : نصحت فقال : أليس تشهدون أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن الجنة حق ؟ وأن النار حق قالوا : نشهد . قال : وأن البعث بعد الموت حق ؟ قالوا : نشهد قال : فرفع يده فوضعها على صدره ثم قال : وأنا أشهد معكم . ثم قال : ألا هل تسمعون ؟ قالوا : نعم . قال : فإني فرطكم على الحوض ، وإنكم واردون على الحوض ، وإن عرضه أبعد ما بين صنعاء وبصرى ، فيه أقداح عدد النجوم من فضة فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين . فنادى مناد : وما الثقلان يا رسول الله ؟ قال : كتاب الله طرف بيد الله وطرف بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ، والآخر عترتي ، وأن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، وسألت ذلك لهما فلا تتقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم [1] . ونقله الحافظ لهذا الحديث عن شريك وزاد فيه : وهما الخليفتان من بعدي . ورواه أيضا محمد بن علي النطنزي الذي قال محمد بن النجاري عنه أنه
[1] راجع الغدير للعلامة الأميني : ج 1 ص 33 فقد ذكر كثيرا من طرق هذا الحديث . منها ما رواه ابن طلحة الشافعي في مطالب السؤول : ص 16 ، والهيثمي في مجمع الزوائد : ج 9 ص 104 وص 163 ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة : ج 2 ص 169 ، والذهبي في تلخيصه ج 3 ص 553 ، وميزان الاعتدال : ج 3 ص 224 .