بحسن الثناء عليه ، وتحصن بالذكر الجميل من وصول نقص إليه [1] . وكتب إلى مواليه : بسم الله الرحمن الرحيم الإمام العسكري ( عليه السلام ) / وفاته استوهب الله لكم زهادة في الدنيا ، وتوفيقا لما يرضى ، ومعونة على طاعته ، وعصمة عن معصيته ، وهداية من الزيغ وكفاية ، فجمع لنا ولأوليائنا خير الدارين . أما بعد فقد بلغني ما أنتم عليه من اختلاف قلوبكم ، وتشتت أهوائكم ، ونزغ الشيطان بينكم حتى أحدث لكم الفرقة والإلحاد في الدين ، والسعي في هدم ما مضى عليه أولكم من إشادة دين الله وإثبات حق أوليائه ، وأمالكم إلى سبيل الضلالة ، وصدق بكم عن قصد الحق ، فرجع أكثركم القهقري على أعقابكم تنكصون ، كأنكم لم تقرؤا كتاب الله جل وعز ، ولم تعنوا بشئ من أمره ونهيه . ولعمري لئن كان الأمر في اتكال سفهائكم على أساطيرهم لأنفسهم وتأليفهم روايات الزور بينهم لقد حقت كلمة العذاب عليهم . ولئن رضيتم بذلك منهم ولم تنكروه بأيديكم وألسنتكم وقلوبكم ونياتكم إنكم لشركائهم فيما اجترحوه من الافتراء على الله تعالى وعلى رسوله وعلى ولاة الأمر من بعده . ولئن كان الأمر كذلك لما كذب أهل التزيد في دعواهم ، ولا المغيرة في اختلافهم ، ولا الكيسانية في صاحبهم ، ولا من سواهم من المنتحلين ودنا والمنحرفين عنا ، بل أنتم شر منهم قليلا ، وما شئ يمنعني من وسم الباطل فيكم بدعوة تكونوا فيها شامتا لأهل الحق إلا انتظار فيهم ، وسيفئ أكثرهم إلى أمر الله إلا طائفة لو شئت لأسميتها ، ونسبتها استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله ، ومن نسي ذكر الله تبرأ منه ، فسيصليه جهنم وساءت مصيرا ، وكتابي هذا حجة عليهم ، وحجة لغائبكم على شاهدكم إلا من بلغه فأدى الأمانة ، وأنا أسأل الله أن يجمع قلوبكم على الهدى ، ويعصمكم بالتقوى ، ويوفقكم للقول بما يرضى ، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
[1] بحار الأنوار : ج 78 ص 378 ب 29 جزء من ح 3 نقلا عن كتاب " الدرة الباهرة " وفيه " والإفضال حليته " بدل " والأفعال الحسنة خبيته " .